من المتوقع أن يتسارع نشاط الصفقات في السعودية خلال العام الجاري، في ضوء مساعي صندوق الاستثمارات العامة إلى جمع تمويل لمشروعاته الطموحة، وفق تصريحات مصرفي رفيع المستوى في ذراع الاستثمار في الأوراق المالية التابعة لأكبر بنك في البلاد.
قال زيد الغول، رئيس إدارة الاستثمارات المصرفية بشركة الأهلي المالية، إنه يتوقع تزايد نشاط الصندوق في أسواق الديون والأسهم خلال 2024، في إطار مساعيه لتمويل خطط تهدف إلى إعادة تشكيل اقتصاد السعودية، وأضاف: "كلما اقتربنا من عام 2030، تسارعت هذه العملية".
18 صفقة في "الأهلي المالية"
شكل البنك الأهلي السعودي فريقه الاستشاري لعمليات الاندماج والاستحواذ، تحسباً لزيادة الصفقات، وهو رهان حقق نتائجه المرجوة على مدى العام الماضي، وفقاً للغول الذي أضاف أن "الأهلي المالية" تقدم استشارات في 3 صفقات استحواذ أخرى تسعى إلى إتمامها خلال الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضاً: أرباح "الأهلي السعودي" تنمو 8% إلى 5.3 مليار دولار متجاوزة التوقعات
تصدرت "الأهلي المالية" قائمة مقدمي خدمة الاستشارات المالية في عمليات الطرح الأولي للاكتتاب العام في السعودية خلال العام الماضي، بعد الوحدة المحلية التابعة لبنك "إتش إس بي سي هولدينغز". كما قدمت استشارات في عدد من أكبر الصفقات التي شهدتها المملكة خلال العام الماضي، ومنها استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على ذراع الحديد والصلب التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، مقابل 3.3 مليارات دولار.
قال الغول: "شاركنا في 18 صفقة في العام الماضي. ولدينا عدد كاف من الصفقات المتراكمة نتوقع إتمامها خلال العام الجاري".
تداول قياسي في السعودية والإمارات
أصبحت السعودية والإمارات سوقين مزدهرتين لبيع الأسهم الجديدة على مدى العامين الماضيين، ومن المتوقع أن تستمرا على المنوال نفسه، بحسب الغول.
اقرأ أيضاً: "روتشيلد" أحدث القادمين إلى الرياض للاستفادة من نمو فرص الأعمال
على الرغم من تراجع الطروحات الأولية على مستوى العالم في 2023 إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عقد، فقد شهدت في الشرق الأوسط أحد أفضل أعوامها على الإطلاق، واستمرت الصفقات رغم الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
قال الغول: "إن زخم العمليات قوي، وكل مؤشرات 2024 ممتازة حتى الآن"، مسلطاً الضوء على الارتفاع الكبير في حركة تداول الأسهم خلال الشهور الماضية.
تجاوز إجمالي عدد الأسهم المتداولة في سوق الأسهم السعودية 8 مليارات سهم في يناير الماضي، ما يقارب 4 أضعاف حجم التداول المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق البيانات التي نشرتها البورصة. ولفت الغول إلى أن ذلك يساعد في تشجيع مزيد من الشركات على الاستعداد لطرح أسهمها أولياً للاكتتاب العام.