ارتفع معدل البطالة في المغرب خلال العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ عام 2001، تحت وطأة الجفاف الذي أدى إلى فقدان آلاف الوظائف بقطاع الزراعة.
بنهاية 2023، ارتفع معدل البطالة في المملكة إلى 13% من 11.8% في العام السابق، بحسب المندوبية السامية للتخطيط، الهيئة الحكومية المعنية بالإحصاءات.
يُعاني المغرب منذ سنوات من تأثيرات الجفاف وتراجع معدل هطول الأمطار بشكل كبير، وهو وضع يُؤثر على أداء القطاع الزراعي الذي يسهم بنسبة 14% في الناتج المحلي، ويعمل به 40% من السكان.
أكثر من 1.5 مليون عاطل
ذكرت الهيئة الحكومية أن عدد العاطلين عن العمل في البلاد ناهز 1.58 مليون شخص في نهاية 2023، بزيادة سنوية تناهز 10%. ووصل معدل البطالة في صفوف الشباب البالغين بين 15 و24 سنة حوالي 35.8%، وحاملي الشهادات 19.7% والنساء 18.3%.
قال ادريس الفينة، الخبير الاقتصادي، إن "هذه الأرقام تُبين مرة أخرى الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المغربي لخلق المزيد من مناصب الشغل، والمشكل الكبير يتمثل في الجفاف الذي يؤثر على فئة واسعة من المواطنين في الأرياف تشتغل في مهن مختلفة خصوصاً في القطاع الزراعي".
خلال العام الماضي فقد الاقتصاد المغربي 157 ألف منصب شغل صافٍ، نتيجة فقدان 198 ألف منصب بالوسط القروي (أغلبها في القطاع الزراعي)، فيما أحدثت قطاعات البناء والخدمات والصناعة مجتمعةً 41 ألف منصب صافٍ فقط.
ذكر الفينة، في حديث لـ"الشرق"، أن "القطاعات التي يُعول عليها المغرب، مثل الصناعة والبناء والسياحة، غير قادرة على خلق مناصب شغل كافية لتعويض ما يضيع على مستوى القطاع الزراعي".
خفّض المغرب توقعات النمو للعام الجاري إلى 3.2% و2.9% للعام المنصرم، مع مُعاناة البلاد من تأثيرات مواسم الجفاف المتتالية واستمرار آثار الخسائر التي تكبدتها المملكة بسبب جائحة كوفيد-19، وفق تقرير سابق للمندوبية، بينما تستهدف ميزانية 2024 نمواً بنسبة 3.7%.