بعد أن كانت السوق السعودية تتسم بأنها محط أنظار الشركات الإقليمية التي تسعى للتوسع خارج بلدانها عبر الامتيازات التجارية "الفرانشايز"، شهدت الآونة الأخيرة بلوغ شركات سعودية مرحلة النضج المحلّي بما يخولها تصدير علاماتها التجارية والتوسع إلى الأسواق المحيطة.
سوق "الفرانشايز" في المملكة هي الأكبر في الشرق الأوسط بأكثر من 750 امتيازاً، وتُقدّر قيمتها بنحو 4.5 مليار دولار، فيما يُتوقع أن تنمو بنحو 15% سنوياً خلال الأعوام الخمس القادمة، بحسب تقرير لـ"جي وورلد" صدر في مايو.
قطاع المطاعم
يهيمن نشاط المطاعم على قطاع "الفرانشايز" في المملكة إذ يشكل أكثر من 55% من إجمالي الامتيازات، بحسب تقرير "جي وورلد". وفيما كانت تسيطر الماركات العالمية على سلاسل المطاعم، برزت علامات تجارية محلية تتطلع للتوسع مستفيدةً من فرص الامتياز.
من بين هذه العلامات التجارية "نورث كافيه"، التي كشف رئيسها التنفيذي يوسف الحربي لـ"الشرق"، على هامش المعرض السعودي الدولي للامتياز التجاري الذي انعقد مؤخراً في الرياض، أنها تهدف للتوسع على مستوى المملكة وخارجها، منوّهاً بأن "طموحنا الوصول إلى 100 فرع في السعودية والدول المحيطة".
كما كشف الحربي أن "نورث" ستطلق صندوقاً استثمارياً يستهدف الاستحواذ على علامات تجارية أخرى تتناسب مع توجهاتها".
بدوره، قال عبدالعزيز عاشور، المتحدث الرسمي ومدير العلاقات العامة في "بارنز" لـ"الشرق": "بدأنا عام 1992 بأول فرع في جدة، واليوم وصلنا إلى 650 فرعاً في 82 موقعاً على امتداد المملكة، منها 580 فرعاً كامتياز تجاري.
وأفصح أن "بارنز" ستفتتح أول فرع خارجي في البحرين خلال شهر فبراير الحالي؛ "ثم سنتجه إلى الإمارات ومصر وعدة أسواق من بينها بلدان أوروبية".
أمّا خالد سعدالدين، نائب الرئيس التنفيذي لـ"حلويات سعد الدين"، فأفاد أن شركته "انطلقت عام 1976 في مدينة الخبر، وافتتحنا أول فرع خارجي في البحرين عام 1985، ومن ثم في قطر في 2010".
وأوضح أن "إجمالي عدد الفروع بلغ 125، منها 10 كامتياز تجاري ومن ضمنها 9 خارج السعودية. ونخطط لافتتاح 10 فروع جديدة وفق نظام "الفرانشايز" داخل المملكة بحلول منتصف العام، بالإضافة إلى فروع في الخارج"، دون الإفصاح عن عددها.
محمد العسكري، مدير تطوير الأعمال في مطاعم أبو زيد، صرح أن علامتهم التجارية بدأت منذ نحو 60 عاماً وكان أول فروعها في جدة، وباتت اليوم تمتلك 45 فرعاً في أنحاء المملكة، 25 منها كامتياز تجاري.
وتابع: "بدأنا منح الامتياز التجاري قبل نحو 4 سنوات، ونستهدف اليوم من خلال خطتنا التوسعية الوصول إلى 200 فرع داخل المملكة، إلى جانب فروع خارجية في مصر ودول الخليج".
كما أشار العسكري إلى المباشرة بإنشاء 100 فرعٍ آخر لطلبات العملاء من سياراتهم "درايف ثرو".
شركات مصرية عينها على سوق السعودية
رغم هذا التوجه السعودي لتصدير "الفرانشايز"، مازالت سوق المملكة محط أنظار الشركات العربية، لاسيما المصرية منها، ومن ضمنها شركة الملابس "قطونيل"، التي نوّه رئيس مجلس إدارتها باسل سماقية بأن "التطور الذي يحدث في السعودية يشجع العديد من الشركات لافتتاح فروع فيها، كما أن سوق المملكة تهتم بالجودة العالية، وهي أحد أهم المعايير التي تتبعها شركتنا، ونحن نسعى لزيادة انتشارنا في أنحاء السعودية".
كذلك تتطلّع شركة "شطا"، وهي إحدى أكبر شركات الأقمشة في مصر من خلال 35 فرعاً، إلى دخول السوق السعودية عبر نماذج مختلفة من الامتياز التجاري، سواء الامتياز الكلي، أو الامتياز الجزئي، أو مكاتب البيع والتوزيع، أو حتى مشاريع متفرقة ضمن القطاع العقاري، بحسب الرئيس التجاري للشركة شيرين شطا.
شطا نوّهت لـ"الشرق" بأن شركتها تتمتع بميزةٍ تنافسية على مستوى الأسعار والجودة، كما الخدمة خلال البيع وبعده، وهي تطمح لنقل هذه التجربة إلى السوق السعودية.