حولت ناقلة مواشي غادرت أستراليا متوجهة إلى الشرق الأوسط اتجاهها نحو أفريقيا، في إشارة أولية إلى أن السفن المحملة بالحيوانات قد تواجه رحلات أطول بسبب الصراع المتصاعد في البحر الأحمر.
غادرت السفينة "بهيجة" ميناء فريمانتل في غرب أستراليا متجهة إلى العقبة في الأردن في 5 يناير. وفي يوم الثلاثاء، غيرت مسارها إلى لندن الشرقية في جنوب أفريقيا، وفقاً لبيانات الشحن التي جمعتها "بلومبرغ".
من شأن هذا الأمر أن يثير مخاوف حول سلامة الحيوانات، إذا أدى تحويل المسار إلى تمديد زمن رحلة السفينة. كما أنه بمثابة تذكير باضطرابات سلاسل الإمدادات الغذائية بسبب الصراع.
استيراد المواشي مهدد
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، هاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل تدفق السلع الأساسية من النفط إلى المحاصيل. شنت الولايات المتحدة جولة أخرى من الغارات على الحوثيين في اليمن بين عشية وضحاها، إذ تواصل الجماعة المسلحة تعكير صفو أسواق الشحن العالمية.
يتم تصدير الماشية، وخاصة الأغنام، عبر فريمانتل، وغالباً ما يستورد الأردن الحيوانات الحية قبل شهر رمضان، الذي يبدأ هذا العام في شهر مارس. لم يتم التأكد مما إذا كانت هناك حيوانات على متن هذه السفينة بالذات. يظهر أن منسوب المياه الذي يغمر قاع السفينة بات أعلى عند مغادرتها الميناء الأسترالي مقارنةً بما كان عليه حين وصلت، مما يشير إلى أنه ربما تم تحميل المواشي.
تستورد بعض دول الشرق الأوسط الماشية، بدلاً من اللحوم، حتى تتمكن من ذبح الحيوانات وفقاً للتعاليم الدينية. ومع ذلك، أثار تحويل مسار السفينة مخاوف بشأن صحة وسلامة الحيوانات على متن السفينة، وتتحرك بعض الدول مثل أستراليا للتقليص التدريجي للصادرات.
تجهيزات احتياطية على متن السفينة
قالت سوزان فاولر، كبيرة مسؤولي العلوم في الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات في أستراليا: "من المرجح أن تؤدي إعادة التوجيه إلى إطالة أمد الرحلة الطويلة والشاقة بالفعل"، ودعت المصدرين إلى تعليق الرحلات إلى وجهات تقع في مناطق الصراع أو بالقرب منها.
أضافت أن تأخر السفن التي تحمل الماشية يمكن أن يعرض للخطر الإمدادات المحدودة من الغذاء والفراش والأدوية على متن السفينة ما يزيد من إجهاد الحيوانات.
بدوره قال مارك هارفي ساتون، الرئيس التنفيذي لمجلس مصدري الثروة الحيوانية الأسترالية: "تحتوي جميع شحنات الماشية الأسترالية على أعلاف احتياطية على متنها بالإضافة إلى أطباء بيطريين معتمدين من الحكومة الأسترالية ومسؤولين عن المراقبة المستمرة لسلامة الحيوانات على متن السفينة".
من جهتها، لم تستجب وزارة الغابات ومصايد الأسماك الأسترالية على الفور لطلب التعليق، كما ورفض ميناء فريمانتل التعليق.
تدرج قاعدة بيانات السفن "إكويسيس" (Equasis) السفينة على أنها مملوكة لشركة "باسم دباح شيبنغ" (Bassem Dabbah Shipping) وتديرها شركة "كوركيرا شيبنغ" (Korkyra Shipping) في كرواتيا. تم إدراج "بهيجة" كجزء من أسطول "كوركيرا" على الموقع الإلكتروني للشركة. وتنص على أن لديها قدرة شحن تبلغ حوالي 8000 رأس من الماشية أو الأغنام. لم تستجب "كوركيرا" على الفور لطلبات التعليق عبر البريد الإلكتروني والهاتف.