يُتوقع أن يسجل الاقتصاد العالمي اندفاعةً خلال 2024، بفعل أدائه الذي جاء أفضل بقليل من التوقعات خلال العام الماضي، بحسب مديرة صندوق النقد الدولي
في حين رفضت كريستالينا غورغييفا الخوض في تفاصيل حول كيفية مراجعة الصندوق ومقره واشنطن توقعاته في وقت لاحق من يناير، أشارت إلى أن الولايات المتحدة "مستعدة لهبوط سلس" مع بدء تخفيض أسعار الفائدة.
قالت غورغييفا خلال فعالية نظمتها "بلومبرغ هاوس" في دافوس يوم الثلاثاء: "لقد أثبت الاقتصاد العالمي تماسكه بشكل ملحوظ". تابعت: "جاء الأداء في 2023 أفضل مما توقعنا بفارق بسيط. ينعكس التأثير الإيجابي لأداء 2023 على النمو خلال 2024".
ترددت أصداء ما قالته مديرة صندوق النقد الدولي، على لسان زميلتها، النائبة الأولى للمديرة العامة غيتا غوبيناث، التي قالت خلال جلسة نقاشية أقيمت في دافوس إن فرص ما يُسمى بالهبوط السلس ارتفعت "قليلاً" وأن توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة سريعاً "سابقة لأوانها بعض الشيء".
تبدلت الحقائق الاقتصادية منذ أن توقع صندوق النقد الدولي في أكتوبر أن ينمو الاقتصاد بمعدل 2.9% في 2024. في حين أن التضخم قد يتراجع دون دفع الاقتصادات الكبرى إلى الركود، فإن الحرب الطويلة الأمد بين إسرائيل وحماس وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تهدد بضغوط جديدة على الأسعار واضطرابات بسلاسل التوريد.
هل يمثل ترمب تهديداً؟
تحدثت غورغييفا بعد ساعات من فوز دونالد ترمب في ولاية أيوا أثناء سعيه للترشح عن الحزب الجمهوري. ورداً على سؤال عما إذا كانت تتفق مع المديرة العامة السابقة في صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، على أن تولي ترمب الرئاسة مجدداً يمكن أن يشكل تهديداً، قالت غورغييفا إن الأمر متروك للأميركيين لاختيار زعيمهم، في حين سيركز الصندوق على السياسات التي سينفذها الفائز في نهاية المطاف.
فيما يتعلق بالصين، حثت غورغييفا إدارة شي جين بينغ على مواصلة تعزيز الشفافية والكفاءة لدى الشركات المملوكة للدولة، ومعالجة إصدارات ديون الحكومة المحلية وتنظيم قطاع العقارات لضمان عدم وقوع الاقتصاد في فخ النمو المنخفض.
قالت غورغييفا: "تدرك الصين أنه ما لم تمضِ قدماً في الإصلاحات الهيكلية الصعبة، فإنها ستشهد انخفاض النمو إلى أقل من 4%"، مضيفة أنها ترى "عزماً قوياً للغاية على مواصلة المشاركة عالمياً".
قال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في دافوس يوم الثلاثاء، إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما بنحو 5.2% في 2023، متجاوزاً هدف النمو الرسمي للحكومة لهذا العام دون الاعتماد على "تحفيز ضخم". وتأتي تصريحاته قبل يوم واحد من صدور الأرقام الرسمية للناتج المحلي الإجمالي، والإنتاج الصناعي، ومبيعات التجزئة. من المتوقع على نطاق واسع أن تحدد بكين مستهدف النمو عند 5% مرة أخرى في 2024.
إشادة بـ"الإصلاحات القوية" في الأرجنتين
يُنتظر أن تلتقي غورغييفا رئيس الأرجنتين خافيير مايلي يوم الأربعاء في دافوس. وعندما سُئلت عن النتائج في ظل حكومته الجديدة، قالت: "حتى الآن تبدو جيدة جداً".
تابعت غورغييفا: "ما تفعله هذه الإدارة هو التعامل بقوة شديدة مع بعض المشكلات التي يدركها الجميع". أضافت: "على المستوى المالي، يفوق حجم إنفاق البلاد قدرتها، ما أدى إلى تبخر احتياطاتها. إننا نشهد تقدماً على كل هذه الجبهات".
منح صندوق النقد الدولي خطط مايلي الاقتصادية تصويتاً رئيسياً بالثقة في 10 يناير، إذ وافق على مراجعة برنامج البلاد البالغة قيمته 44 مليار دولار والذي من المرجح أن يمهد لصرف شريحة قرض أكبر من المتوقع بقيمة 4.7 مليار دولار للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، في انتظار موافقة مجلس الإدارة.
أشارت غورغييفا إلى أن صندوق النقد الدولي يهتم "بشدة" بأن تحمي الأرجنتين الأشخاص الأكثر ضعفاً في حين تمضي قدماً في تطبيق "إصلاحات جريئة للغاية".