تراجعت أسعار المستهلكين في الصين للشهر الثالث على التوالي في ديسمبر، في علامة على ضعف الطلب المحلي مما دفع الاقتصاديين إلى المطالبة بمزيد من التحفيز.
وقال مكتب الإحصاءات الوطني في بيان، اليوم الجمعة، إن مؤشر أسعار المستهلكين في الصين انخفض بنسبة 0.3%، وهي أطول سلسلة انخفاضات منذ أكتوبر 2009 (أي في 14 عاماً). وتوقع الاقتصاديون قبل ذلك انخفاضاً بنسبة 0.4%. وانخفض مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس الأسعار عند باب المصنع، بنسبة 2.7% على أساس سنوي. فيما رجح الاقتصاديون انخفاضاً بنسبة 2.6%.
يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم الانكماش، ويرجع ذلك جزئياً إلى عوامل تشمل الركود المستمر في العقارات وانخفاض ثقة المستهلك وضعف الصادرات.
"سيتي غروب" يعزز توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني
يعد هذا مصدر قلق للاقتصاد، نظراً لأن انخفاض الأسعار يؤدي إلى انخفاض إيرادات الشركات، مما قد يؤثر على الأجور والأرباح. ويمكن أن يؤدي الانكماش أيضاً إلى زيادة أعباء الديون وتشجيع المستهلكين على تأخير عمليات الشراء.
بلغ معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، 0.6% في ديسمبر. وبالنسبة لعام 2023 بأكمله، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2%، مقارنة مع الهدف الرسمي بزيادة قدرها حوالي 3%.
دوامة سلبية للاقتصاد الصيني
قال ريموند يونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية: "تحتاج الصين إلى التصرف بجرأة لكسر الدورة الانكماشية". وأضاف: "سوف تقع في دوامة سلبية بخلاف ذلك.. لا يزال الضغط الانكماشي مرتفعاً في الصين. نرى الشركات تخفض أسعار البيع. كما يقوم العمال المهاجرون بتخفيض أجورهم المطلوبة".
وذكر "يونغ" أن بنك الشعب الصيني قد ينفذ إجراءات تيسيرية قريباً، بما في ذلك التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة وخفض حجم الأموال التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها في الاحتياطي.
اقتصاد الصين مرشح لتجنب النموذج الياباني لانكماش الأسعار
لم يطرأ تغير يذكر على اليوان في المعاملات الخارجية ليستقر عند نحو 7.17 للدولار. استقرت السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات عند 2.5%، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من أربع سنوات في وقت سابق من هذا الأسبوع مع قيام المتداولين بزيادة الرهانات على المزيد من التيسير من بنك الشعب الصيني.