وحدت تركيا ورومانيا وبلغاريا جهودها لصيد الألغام الموجودة في البحر الأسود، في خطوة ترمي إلى تعزيز أمن الشحن البحري ودعم صادرات الحبوب الأوكرانية الحيوية، لغرض جمع التمويل.
تهدف المبادرة التي تقودها إسطنبول إلى إبطال مفعول الألغام التي تنجرف إلى مناطق بعينها في البحر الأسود، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اقترب من عامه الثاني. كما أن هناك دافعاً ثانوياً يتمثل في إقصاء أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الآخرين، ومنهم الولايات المتحدة وبريطانيا، عن المشاركة في جهود التأمين، تجنباً لتصاعد حدة التوترات في المنطقة.
صادرات الحبوب العالمية
تعد روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المنتجة للحبوب في العالم، وهددت الحرب بشكل متزايد المرور الآمن للشحنات. رغم ذلك، صدّرت كييف 15 مليون طن، معظمها من المواد الغذائية، عبر ممر البحر الأسود منذ سبتمبر، بعدما أصبح ضمان وصول السلع الأوكرانية إلى الأسواق العالمية أمراً بالغ الأهمية للبلاد في ظل تراجع الدعم المالي من الحلفاء. وهناك حاجة لزيادة الشحنات أيضاً لنقل محصول العام الماضي الذي تجاوز التوقعات.
أين تذهب المحاصيل الأوكرانية الواقعة بمناطق النزاع مع روسيا؟
من المقرر توقيع مذكرة تفاهم اليوم الخميس في إسطنبول، ويعد هذا الاتفاق أول عمل مشترك كبير لدول البحر الأسود منذ أرسل الرئيس فلاديمير بوتين قواته إلى أوكرانيا في فبراير 2022. وتوسطت تركيا في وقت لاحق من ذلك العام للتوصل إلى اتفاقية مدعومة من الأمم المتحدة لضمان حرية مرور الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، غير أن روسيا انسحبت من الاتفاق في يوليو 2023.
حينها، حُدد مسار خاص للشحن، يهدف بالأخص لحماية شحنات الحبوب الوافدة من موانئ المياه العميقة.
مبادرة منفصلة عن الناتو
رغم أن الدول الثلاث حلفاء للناتو، فالمبادرة لا تعد عملية تابعة لحلف شمال الأطلسي. تعارض تركيا وجود قطع بحرية تابعة لدول الناتو الأخرى، ومنها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن تواجدها قد يؤجج حدة التوترات في المنطقة، وقالت تركيا الأسبوع الماضي إنها لن تسمح بمرور سفينتين صائدتين للألغام تبرعت بهما المملكة المتحدة إلى أوكرانيا طالما استمرت الحرب.
جدير بالذكر أنه عندما غزت روسيا أوكرانيا انضمت أنقرة إلى حلفاء الناتو في إدانة الغزو، وقيّدت عبور سفن القوات البحرية الروسية لمضيق البوسفور.