انخفض إنتاج المصانع في اليابان في نوفمبر للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، بينما نمت مبيعات التجزئة بأكثر من المتوقع، وهي بيانات تشير إلى الطبيعة غير المنتظمة لتعافي الاقتصاد من أعمق انكماش له منذ الوباء خلال الربع الذي تزامن مع فصل الصيف.
قالت وزارة الصناعة، اليوم الخميس، إن الإنتاج الصناعي انخفض بنسبة 0.9% مقارنة بشهر أكتوبر. وكان الاقتصاديون توقعوا انخفاضاً بنسبة 1.6%. كما انخفض الإنتاج بنسبة 1.4% مقارنة بالعام السابق، مقارنة بإجماع المحللين على انخفاض بنسبة 2.1%. وأظهر تقرير منفصل أن مبيعات التجزئة ارتفعت 1% مقارنة بشهر أكتوبر، أي حوالي ضعف الرقم الذي توقعه المحللون.
تشير التقارير إلى التعافي غير المتكافئ للاقتصاد، حيث يتطلع بنك اليابان إلى عودة قوية إلى النمو الإجمالي لدعم توجهه لرفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وتشير النتائج إلى ضعف قطاع الصناعات التحويلية، في الوقت الذي توجد فيه علامات على توسع النشاط في قطاعي الخدمات والتجزئة.
بشكل عام، يتوقع المحللون أن يحقق الاقتصاد نمواً سنوياً بنسبة 0.8% في الربع الأخير، وبالتالي تجنب الركود فنياً، وإزالة عقبة أخرى أمام بنك اليابان، حيث يدرس توقيت أول رفع لسعر الفائدة منذ عام 2007. ويُتوقع أن يقوم بنك اليابان برفع أسعار الفائدة بحلول أبريل. ستصدر أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع في منتصف فبراير.
تراجع الطلب الخارجي
يأتي هذا الانخفاض في الإنتاج مع تزايد قتامة بيئة الطلب الخارجي. أرسل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إشارة في وقت سابق من هذا الشهر بأنه مستعد للتحول إلى دورة تخفيف في العام المقبل سعياً لتحقيق هبوط سلس. يرى الاقتصاديون أن هناك فرصة أكبر لسقوط الاقتصاد الأوروبي في ركود فني خلال الربع الرابع، وقدمت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة للصين صورة قاتمة مع استمرار سوق العقارات في الركود.
من المرجح أن يكون الاستهلاك المحلي المرن مدعوماً بالطلب المكبوت على السفر وتناول الطعام في أول خريف دون قيود الوباء، فضلا عن الأعداد المتزايدة من السياح الوافدين.
قالت منظمة السياحة الوطنية اليابانية في وقت سابق من هذا الشهر إن عدد الزوار الأجانب لليابان تجاوز مليوني زائر للشهر السادس على التوالي في نوفمبر. ووصل عدد الزوار إلى 2.4 مليون، ليبلغ تقريباً نفس المستويات التي كان عليها في نفس الشهر من عام 2019، قبل الوباء، وكان السياح من سنغافورة وأوروبا والولايات المتحدة من بين أولئك الذين دفعوا العدد الإجمالي للارتفاع.