الجماعة اليمنية تجدد هجماتها على سفن الشحن في البحر الأحمر والقوات الأميركية تضرب أهدافاً محددة في العراق

هجمات الحوثيين والضربات الأميركية تفاقم مخاطر اتساع الحرب

قوات الأمن العراقية متمركزة في ساحة التحرير ببغداد بعد الغارات الجوية الأميركية - المصدر: بلومبرغ
قوات الأمن العراقية متمركزة في ساحة التحرير ببغداد بعد الغارات الجوية الأميركية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت الضربات التي شنتها الولايات المتحدة ضد أهداف في العراق وهجمات الحوثيين الجديدة على السفن في البحر الأحمر بمثابة أحدث العلامات التحذيرية على أن الحرب في غزة قد تتسع إلى صراع أوسع نطاقاً يهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت متأخر من يوم الاثنين أن قواتها شنت ضربات على ثلاثة مواقع عراقية لها علاقة بكتائب حزب الله. وقالت واشنطن إن المتمردين العراقيين المدعومين من إيران كانوا وراء هجوم أصاب ثلاثة أفراد أميركيين، أحدهم في حالة حرجة.

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان: "بالرغم من أننا لا نسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، فإننا ملتزمون ومستعدون تماماً لاتخاذ مزيداً من الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا ومنشآتنا". ووصف رد الفعل هذا بأنه "ضروري وملائم".

على الجانب الآخر، جدد المتمردون الحوثيون المتمركزون في اليمن، المدعومون أيضاً من إيران، يوم الثلاثاء هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر. وأكدت شركة "إم إس سي ميدترينيان شيبينغ" (MSC Mediterranean Shipping) أن سفينة الحاويات "إم إس سي يونايتد" (MSC United VIII) تعرضت لهجوم أثناء رحلتها إلى باكستان، مشيرة إلى عدم ورود تقارير عن إصابات.

تصعيد الصراع في الشرق الأوسط

قالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة "إكس" إن مدمرة أميركية وطائرات مقاتلة من طراز "إف/إيه-18" أسقطت 12 طائرة هجومية بدون طيار وثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وصاروخَي كروز للهجوم البري أطلقها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر يوم الثلاثاء. وأوضحت أن السفن لم تشهد أي ضرر ولم تبلغ عن إصابات.

شكلت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى فرقة عمليات بحرية للرد على هجمات البحر الأحمر. ومن هذا المنطلق، قالت شركة "إيه بي مولر مرسيك" (A.P. Moller-Maersk A/S)، ثاني أكبر شركة حاويات في العالم، في نهاية الأسبوع، إنها تستعد لاستئناف الشحن عبر البحر. مع ذلك، ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع استمرار التوترات بسبب اضطرابات الشحن.

وبالرغم من أن إيران نفت مساعدة المسلحين في شن هجمات على السفن التجارية، تعهدت الجمهورية الإسلامية بأن تدفع إسرائيل ثمن غارة جوية شنتها على سوريا يوم الاثنين أسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري.

قال آرون ديفيد ميلر، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومسؤول أميركي سابق كان يقدم المشورة لوزراء الخارجية بشأن الشرق الأوسط: "من الواضح أنه كلما طالت فترة حرب إسرائيل مع حماس بهذا النوع من الشدة والديناميكية، زاد احتمال حدوث بعض التصعيد".

رد الفعل الأميركي

يتسبب عدد الجماعات غير الحكومية، وكذلك عدم القدرة على التنبؤ بالعمليات العسكرية الإسرائيلية والاستجابات المحتملة لإيران، في تصعيب التنبؤ بموعد تصاعد الحوادث الفردية بشكل أوسع. لكن ميلر قال إن الولايات المتحدة ستضطر على الأرجح إلى التصرف بشكل أكثر حزماً إذا قتلت مجموعة إقليمية أفراداً من الجيش الأميركي.

وأفاد ميلر: "إذا تعرضنا للهجوم المباشر ومات أميركيون، فسيتعين أن يكون هناك رد فعل أشد بكثير".

تسلط الهجمات والتطورات الأخرى في المنطقة الضوء على التحديات المتزايدة بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تحاول دعم إسرائيل في معركتها ضد حركة حماس، التي قتلت 1200 إسرائيلي في 7 أكتوبر واحتجزت أكثر من 200 رهينة. وصنفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس باعتبارها منظمة إرهابية.

نشرت الولايات المتحدة مجموعات ضاربة تتضمن حاملات الطائرات في محاولة لردع القوات المدعومة من إيران في المنطقة عن مهاجمة إسرائيل في وقت تشن فيه حرباً برية مميتة بشكل متزايد في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في غزة. لكن المسؤولين الأميركيين ضغطوا أيضاً على إسرائيل لإنهاء عملياتها المكثفة في غزة، التي أسفرت عن مقتل حوالي 20 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس.

"حرب متعددة الجبهات"

في إطار متصل، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بوزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان يوم الثلاثاء في واشنطن. تناولت المناقشات الحرب نفسها وجهود إطلاق سراح الرهائن في غزة والحد من الخسائر المدنية والتخطيط لمستقبل للمنطقة، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

قال المسؤول إن المحادثات بشأن الصراع ركزت على تحول تركيز القوات الإسرائيلية نحو الأهداف الرئيسية لحماس.

بشكل منفصل، تحدث بايدن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول الجهود المبذولة للإفراج عن الرهائن في غزة وتعزيز المساعدات الإنسانية للمواطنين في غزة، حسبما قال البيت الأبيض مساء الثلاثاء.

بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين القلقين بشأن مقاتلي حزب الله في لبنان المجاورة وجماعات أخرى في المنطقة، يبدو الصراع الحالي بالفعل وكأنه حرب أوسع، والتي تقول الولايات المتحدة إنها تحاول منعها.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في الكنيست إن إسرائيل في خضم "حرب متعددة الجبهات"، حيث تعرضت بالفعل لهجمات من سبع ميادين مختلفة، وهي غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران.

أفاد غالانت أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع: "اتخذنا بالفعل إجراءات ضد ستة من هؤلاء السبعة، وسأقول الآن بأوضح طريقة ممكنة إن أي شخص يتخذ إجراء ضدنا سيصبح هدفاً محتملاً.. لن تكون هناك حصانة لأي شخص".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك