أصبح الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم السبت، أميراً لدولة الكويت، خلفاً لشقيقه الراحل الشيخ نواف، وسط تحديات اقتصادية تعمل البلاد على معالجتها، تتمثل بشكلٍ أساسي بتباطؤ تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، ومشاريع البنية التحتية الحيوية، بالتزامن مع خفض إنتاج النفط وفق اتفاق "أوبك+"، وفي ظل سياسة نقدية متشددة انسجاماً مع رفع البنك الفيدرالي الأميركي الفائدة لمستويات تاريخية.
صندوق النقد اعتبر في تقرير صادر في أغسطس أن تأخر الكويت في الإصلاحات المالية والهيكلية اللازمة يمكن أن يؤدي إلى تضخيم مخاطر السياسة المالية المسايرة للدورة الاقتصادية وتقويض ثقة المستثمرين. ومن شأن مثل هذا التأخير أيضاً أن يعيق التقدم نحو تنويع الاقتصاد، مما يجعله أكثر عرضة لمخاطر التحول المناخي. لكن الصندوق أشار إلى استفادة الكويت من ارتفاع أسعار النفط، حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي 8.2% في عام 2022، وفي حين من المتوقع أن يتراجع النمو النفطي في عام 2023 بسبب تخفيضات الإنتاج، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي سيظل قوياً، مدفوعاً بالطلب المحلي، ومن المتوقع أن يظل ثابتاً على المدى المتوسط.
صندوق النقد: تأخر إصلاحات الكويت المالية يعيق تنويع الاقتصاد
تشديد السياسة النقدية يكبح التضخم
بلغ معدل التضخم الرئيسي في الكويت ذروته عند 4.7% على أساس سنوي في أبريل 2022، ثم تراجع إلى 3.7% في مايو الماضي بفضل دعم المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والسكر، وتحديد سقف لأسعار البنزين المحلية، إضافة إلى تشديد السياسة النقدية التي كبحت التضخم الأساسي الذي يستثنى المواد الغذائية والنقل منذ الربع الثاني من عام 2022.
كان مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، اليوم قد أعلن الحداد 40 يوماً في البلاد، وإغلاق الدوائر الرسمية 3 أيام. وقال الديوان الأميري في بيان: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم السبت".
وفاة أمير الكويت نواف الأحمد الصباح عن 86 عاماً
أول فائض في الميزانية
من جانبه، توقع البنك الدولي تباطؤ النمو الاقتصادي في الكويت بحدة وصولاً إلى 0.8% العام الجاري، نظراً إلى انخفاض إنتاج النفط، وتشديد السياسة النقدية، وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي. كما أشار البنك في تقرير عن آخر المستجدات الاقتصادية لمنطقة الخليج، إلى نمو القطاع غير النفطي بنسبة 5.2%، مدعوماً بالاستهلاك الخاص والسياسة المالية الفضفاضة.
حققت الكويت أول فائض في ميزانيتها منذ 9 سنوات بلغ 6.4 مليار دينار (20.9 مليار دولار)، بدعم من ارتفاع إيرادات النفط، حسب ما أظهره بيان نشرته وزارة المالية الكويتية على موقعها الرسمي.
تدرس الكويت فرض ضريبة قدرها 15% على الشركات الكويتية الكبرى متعددة الجنسيات، تطبيقاً لقواعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق ما نقلته "رويترز" عن وثيقة، وذلك لمنع التهرب الضريبي والتوجه إلى دول ذات معدلات ضريبية أقل.
إيرادات النفط تدفع ميزانية الكويت لتحقيق أول فائض في 9 سنوات
يعد مواطنو الكويت البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة من أغنى أغنياء العالم من حيث متوسط دخل الفرد. حيث تمتلك الدولة الخليجية حوالي 8% من احتياطيات النفط الموجودة في الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بنهاية عام 2022، وذلك بحسب موقع المنظمة.
خلفية أمنية
وُلد الشيخ مشعل الأحمد عام 1940، وبدأ تعليمه في المدرسة المباركية إحدى أقدم المدارس في الكويت، ثم استكمل دراسته في المجال الأمني الشرطي، حيث تلقى تعليمه في كلية هندن للشرطة في بريطانيا وتخرج فيها عام 1960.
للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلفية أمنية، حيث التحق بوزارة الداخلية بعد تخرجه في كلية هندن البريطانية للشرطة، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً للمباحث العامة، والتي تحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة، فاستمر برئاسة هذا الجهاز الأمني الحساس منذ العام 1967 حتى 1980.
في 7 أكتوبر 2020 أصدر أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمراً أميرياً بتزكية أخيه الشيخ مشعل ولياً للعهد، فبايع مجلس الأمة الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد في اليوم التالي، وأدى القسم في اليوم ذاته أمام الأمير ومجلس الأمة.