عززت الصين دعمها لليوان من خلال السعر المرجعي اليومي للعملة، وذلك بعدما تضررت معنويات السوق من خفض وكالة "موديز إنفستور سيرفس" لنظرتها المستقبلية الائتمانية للدولة.
حدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي للعملة المدارة عند 7.1140 لكل دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات عند 7.1486 في استطلاع أجرته بلومبرغ. وكانت الفجوة مع التقديرات عند أكبر مستوياتها منذ أكثر من أسبوعين، ويشير ذلك إلى أن بكين تعزز جهودها لمنع تراجع العملة الصينية.
قال كريستوفر وونغ، الخبير الاستراتيجي في شركة "أوفرسي تشاينيز بانكينغ" (Oversea Chinese Banking) : "صناع السياسات يريدون بذلك التشديد على رسائل استقرار اليوان، وعدم السماح لوكالة (موديز) بعرقلة جهودهم". مضيفاً أنه لا يمكن للسوق "أن تستبعد تدخل صناع السياسات إذا ظهرت تقلبات كبيرة في اليوان”.
لماذا خفضت "موديز" نظرتها للصين؟
خفضت "موديز" توقعاتها للسندات السيادية الصينية إلى سلبية يوم الثلاثاء، معللة ذلك بزيادة استخدام البلاد للتحفيز المالي، وتراجع سوق العقارات. وتراجع اليوان في التعاملات الداخلية والخارجية لليلة واحدة، وسط ضعف معنويات المستثمرين تجاه البلاد وزيادة قوة الدولار الأميركي، رغم بيع بعض البنوك الحكومية الصينية للعملة الأميركية لدعم اليوان في وقت سابق من العام.
الصين تتطلع إلى دعم مشاريع أصغر حجماً مع تعزيز تداول اليوان
انخفض سعر اليوان محلياً بنسبة 0.1% يوم الأربعاء إلى نحو 7.160 يوان للدولار الواحد. كما تراجع بأكثر من 3% مقابل الدولار منذ بداية هذا العام.
غيرت "موديز" نظرتها المستقبلية للصين وسط تحول بوصلة البلاد نحو التحفيز المالي، وزيادة اقتراض البلاد لدعم اقتصادها. وأثار ذلك مخاوف بشأن مستويات ديون الصين، حيث تتجه بكين نحو إصدار مستوى قياسي من السندات هذا العام.
في أكتوبر الماضي، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أن بلاده لن تتهاون مع التباطؤ الحاد في النمو ومخاطر الانكماش المستمرة، مع زيادة العجز الرئيسي في ميزانية الحكومة إلى أعلى مستوياته في ثلاثة عقود، وأصبحت نسبة العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي (3.8% منذ بداية 2023) أعلى بكثير من الحد الذي استهدفته البلاد منذ فترة طويلة، والبالغ 3%.
رأي وكالات التصنيف الأخرى في الصين
ارتفعت مقايضات العجز الائتماني لأجل 5 سنوات في الصين، التي يُنظر لها كمؤشر يقيس تكلفة التحوط ضد احتمالات التخلف عن سداد السندات الحكومية في البلاد، بأكبر قدر منذ سبتمبر يوم الثلاثاء، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. رغم هذا، فإنها ما تزال بعيدة عن أعلى مستوى وصلت له في نوفمبر 2022.
ضعف المعنويات يهبط بأسهم الصين لأدنى مستوى في نحو 5 سنوات
ومن بين وكالات التصنيف الائتماني النظيرة لوكالة "موديز"، قالت وكالة "فيتش للتصنيف الائتماني" في رد عبر البريد الإلكتروني إنه ليس لديها ما تضيفه بخلاف تعليقها الأخير بخصوص الصين في أغسطس، عندما أكدت تصنيف الدولة الائتماني عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة.
فيما قالت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال ريتنغز" (S&P Global Ratings)، عبر رسالة بريد إلكتروني، إنها لا تستطيع التعليق على قرارات الوكالات الأخرى أو التكهن بإجراءاتها المستقبلية أو توقيتها. وحافظت الشركة على تصنيف الصين عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، وكانت آخر مراجعة سلبية من جانب الوكالة للتصنيف في عام 2017 عندما خفضت التصنيف الائتماني للدولة، عقب خطوة مماثلة من قبل وكالة "موديز".
من جانبه، رجح كيونغ سيونغ، كبير المحللين الاستراتيجيين لقارة آسيا ببنك "سوسيتيه جنرال" في هونغ كونغ: "استمرار ضغوط انخفاض قيمة اليوان على الأقل في المدى القريب". ورغم أن تحديد السعر المرجعي كان أقوى من التوقعات، إلا أن "بنك الشعب الصيني لم يتخذ حتى الآن خطوة قوية مثلما فعل في الأشهر الماضية".