وقعت السعودية والبرازيل باكورة اتفاقياتهما اليوم، في قطاع الطاقة، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات البترول والغاز والهيدروجين والكهرباء والطاقة المتجددة والبتروكيماويات وكفاءة الطاقة والاقتصاد الدائري، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".
جاء ذلك على هامش استقبال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، وقد جرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بين الجانبين استعراض العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون المشترك، وبحث الفرص الاستثمارية، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
في نهاية يوليو الماضي، وقّعت السعودية 26 مذكرة تفاهم مع البرازيل لدعم الاستثمار والتجارة بين البلدين، وذلك ضمن الجولة الترويجية لوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إلى الدولة الأكبر في أميركا اللاتينية، للتعريف بالفرص التي توفّرها مشاريع رؤية المملكة 2030.
الميزان التجاري بين السعودية والبرازيل
يميل الميزان التجاري بين البلدين لمصلحة المملكة بمقدار 830 مليون دولار، إذ تصدر إلى البرازيل ما قيمته 4.45 مليار دولار، منها 1.14 مليار من الصادرات غير النفطية، بينما تستورد من البرازيل بقيمة 3.62 مليار دولار. تشمل قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى البرازيل المنتجات المعدنية، والأسمدة، واللدائن، والألمنيوم، والمنتجات الكيماوية العضوية، فيما تعد اللحوم، والحبوب، والسكر والمصنوعات السكرية، والبذور والثمار الزيتية "القش والعلف", وأغذية الحيوانات أهم السلع التي تستوردها المملكة منها.
دعا الرئيس البرازيلي، ولي العهد السعودي، لزيارة البرازيل. وتستضيف العاصمة البرازيلية النسخة الدولية القادمة من مبادرة مستقبل الاستثمار.
يشترك البلدان في عضوية مجموعة دول العشرين، كما أن البرازيل عضو في مجموعة "بريكس"، التي تلقت المملكة دعوة للانضمام إليها، وأكدت حرصها على تطوير التعاون المستقبلي معها من خلال الاستفادة من الإمكانات والقدرات التي تمتلكها دول المجموعة والمملكة وبما يحقق المصالح المشتركة.
وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح قال بمقابلة مع "الشرق" إن "الشركات البرازيلية تطمح لأن تكون المملكة مركزاً لها لإنتاج وتصدير الدواجن والأغذية. كما أن هناك رغبة من الجانب البرازيلي للحصول على فرص بقطاع الصناعات المتقدمة مثل المعدّات الكهربائية وصناعة السيارات ومكوّناتها".
وأضاف أنه "خلال الفترة المقبلة، ومع تنوّع الصناعات المتقدمة في السعودية، مثل صناعة السيارات والطائرات والمعدات والآلات، فستكون هناك حاجة إلى الكثير من المعادن والخامات المتوفرة بأميركا الجنوبية، وفي البرازيل تحديداً، وهو ما سيرفع من حجم التبادل التجاري بين البلدين". متوقعاً أن يتمّ قريباً افتتاح خطي طيران مباشر بين مدينتيّ الرياض وجدة السعوديتين وريو دي جينيرو وساو باولو البرازيليتين.
تعزيز الشراكة في الزراعة والغذاء
شارك ممثلو أكثر من 40 شركة برازيلية في ملتقى الاستثمار السعودي – البرازيلي, الذي عُقد في المملكة عام 2022، في إطار سعي البلدين لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتسهيل الوصول إلى الفرص الاستثمارية، وتعزيز شراكتهما الاستثمارية في القطاع الزراعي والحيواني والصناعات الغذائية.
اشترت شركة "سالك" السعودية في شهر يوليو الماضي، حوالي 180 مليون سهم بقيمة 1.27 مليار ريال، بما يمثل 10.7% من شركة "بي آر إف" البرازيلية، كما أبرمت السعودية أول صفقة كبيرة في إطار سعيها لاستثمار ثروتها الهائلة في صناعة التعدين العالمية، حيث وافقت على شراء حصة في وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة "فالي" (Vale SA) البرازيلية، وبموجب الصفقة، تستثمر المملكة 2.6 مليار دولار في شراء حصة تبلغ 10%، وذلك من خلال مشروع مشترك بين "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي وشركة التعدين العربية السعودية "معادن".