قالت الصين إنها ستعطي الأولوية للمشاريع الصغيرة ولتعزيز تداول العملة الصينية من خلال مبادرة الحزام والطريق، حيث يتطلع الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ضخ دماء جديدة في برنامجه الاستثماري الرئيسي وسط تباطؤ الاقتصاد المحلي والشكوك العالمية بشأن فوائد هذا المشروع.
ستعطي الصين "الأولوية للمشروعات الصغيرة والجيدة، حيث ستركز على تلك التي تركز على الاستثمارات الصغيرة وتملك تأثيراً سريعاً، فضلاً عن المنافع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية السليمة"، وفقاً لوثيقة حكومية تحدد رؤية "مشروع القرن" الذي أطلقه شي، لـ10 سنوات نُشرت يوم الجمعة.
اجتذبت مبادرة البنية التحتية والتجارة العالمية ما يقدر بنحو تريليون دولار منذ إطلاقها في عام 2013. لكن هذا الزخم تراجع خلال السنوات الأخيرة، حيث أدى الوباء والتباطؤ في الصين إلى تعطيل الاقتصاد العالمي. كما واجهت بكين اتهامات بأنها "مقرض غير مسؤول" يدفع الدول إلى التخلف عن سداد ديونها.
صدر البيان عن هيئة حكومية تدرس التخطيط والسياسات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق وتنسق الجهود لتنفيذ المبادرة. وأعادت التأكيد على التحول الأخير للمشروع عن تصنيفه كواحد من مشاريع البنية التحتية الضخمة.
تراجع متوسط حجم صفقة مبادرة الحزام والطريق إلى 392 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام، أي أقل بنسبة 48% من الذروة التي كان عليها في عام 2018، وفقاً لمركز أبحاث"غرينفايننس أند ديفلوبمنت سنتر" (Green Finance and Development Center). وشدد المسؤولون في الصين خلال منتدى عُقد احتفاءً بالذكرى السنوية الـ10 للمبادرة الشهر الماضي، على أهمية الديون المستدامة والمشاريع الأكثر اخضراراً ومراعاة الفعالية من حيث التكلفة.
تدويل اليوان
تخطط الصين أيضاً لتعزيز تدويل اليوان في مشروعات مبادرة الحزام والطريق، وفقاً للوثيقة. وجاء فيها أن الصين ستدفع بثبات إلى تداول العملات المحلية في التعاون الثنائي مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، كما ستشجع على زيادة تداول المؤسسات المالية اليوان في الاستثمار الخارجي".
وتشديداً على تعهد قطعته بكين في وقت مبكر من عام 2015، أعلنت البلاد دعمها للتعاون مع الحكومات الأجنبية والشركات ذات التصنيفات الائتمانية العالية لبيع السندات المقومة باليوان في الصين. في الوقت نفسه، سيتم تشجيع المؤسسات والشركات المالية الصينية المؤهلة على بيع السندات المقومة باليوان والعملات الأجنبية في الخارج، مع استثمار الأموال التي يتم جمعها في مشاريع في دول مبادرة الحزام والطريق.
يمكن لمثل هذه الإجراءات أن تزيد من الطلب الدولي على اليوان، مثل إنشاء قنوات تسمح للمستثمرين الأجانب باستثمار حيازاتهم من العملة الصينية من خلالها، حيث تمضي بكين قدماً في طموحها لتعزيز الدور العالمي لليوان.