تضرر قطاع السياحة الحيوي في الأردن، بشدة منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، إذ خسر نحو نصف الحجوزات الفندقية، وانخفض الإقبال على المطاعم بنسبة 60%، وفقاً لوزير السياحة الأردني مكرم القيسي.
القيسي أشار في مقابلة مع "الشرق" إلى وجود تأثير ملموس للتصعيد الإسرائيلي على غزة على النشاط السياحي في البلاد، ووصف شهر نوفمبر بـ"الصعب".
كان الأردن يراهن على عام 2023 لتحقيق نتائج قوية في قطاع السياحة الذي يساهم بنحو 14.6% في الاقتصاد الكلي وفقاً للوزير. ونبّه إلى أن السنة الجارية "كانت سياحية بامتياز"، معتبراً أن البلاد تجاوزت معدلات 2019 بنسبة 25% في ما يتعلق بعدد الزوار والدخل السياحي، قبل أن يبدأ التصعيد بالتأثير عليه.
القيسي بيّن أن برنامج "أردننا جنّة" السياحي المدعوم من الحكومة ووزارة السياحة والآثار، "تأثّر أيضاً بالأحداث، وظهر التأثير الأوضح على البرامج المشتركة بين الأردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تراجع عدد الزوار بشكل كبير".
أما في ما يتعلق بجنسيات السائحين، قال القيسي إن التراجع الأكبر كان في صفوف حملة الجنسية الأميركية والكندية، ثم الأوروبية، فيما بقيت أعداد حملة الجنسيات العربية ضمن معدلاتها السابقة.
السياحة في مصر والأردن ولبنان أكبر المتضررين
كانت "إس آند بي غلوبال" اعتبرت في تقرير صدر منذ أيام، أن الضرر الاقتصادي الأكبر للحرب بين إسرائيل وحماس، خارج مناطق النزاع، سيكون على قطاع السياحة في كل من مصر ولبنان والأردن، وعرضت 3 سيناريوهات أكثرها حدّةً يُقدِّر بلوغ الخسائر الإجمالية للإيرادات السياحية في الدول الثلاث 16.1 مليار دولار.
قبل اندلاع التصعيد، كانت السياحة في البلدان الثلاثة تشهد موسماً مميزاً، وارتفعت الإيرادات السياحية خلال النصف الأول من عام 2023 بأكثر من 50% في الأردن، و30% في مصر، وكانت عند مستويات قياسية عالية على مدى 12 شهراً حتى 30 يونيو في كلا البلدين، في حين ارتفع عدد السياح في لبنان بنسبة 33% في الفترة من يناير إلى أغسطس.