يعتزم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وضع حجر الأساس لإقامة ممر استراتيجي يربط جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالموارد وزامبيا بالمحيط الأطلسي عبر أنغولا حيث يتنافس الحليفان مع الصين للحصول على المعادن شديدة الأهمية. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي ومسؤولين أميركيين سيوقعون مذكرة تفاهم لتطوير ممر يربط جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال غرب زامبيا بالأسواق العالمية عبر ميناء لوبيتو في أنغولا.
قال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الشهر الماضي إن الخطوة الأولى ستشمل إجراء دراسات جدوى لتوسيع خط السكك الحديدية الجديد بين زامبيا وأنغولا. ومن المقرر توقيع الاتفاقية خلال قمة تستمر يومين تنظمها المفوضية يومي الأربعاء والخميس لإطلاق "البوابة العالمية"، وهي مشروع البنية التحتية بقيمة 300 مليار يورو (317 مليار دولار) ويهدف إلى التنافس مع نفوذ الصين في المناطق الاستراتيجية.
يخطط التكتل لتوقيع أكثر من 30 اتفاقية مع الدول الشريكة، بما في ذلك موريتانيا ومولدوفا وبنغلاديش وكازاخستان. ويحضر القمة نحو 20 رئيس دولة وحكومة، من بينهم أرمينيا والصومال ومصر والكونغو والمغرب.
لم تذكر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الصين عندما افتتحت القمة يوم الأربعاء، لكنها قالت إن خطة الاتحاد الأوروبي تمنح البلدان "الخيار الأفضل"، مشيرة إلى أن مشاريع البنية التحتية الأخرى تأتي بمجموعة كبيرة من المساومات التي تتعلق بالبيئة أو العمل. وأضافت: "لا ينبغي لأي دولة أن تواجه وضعاً يكون فيه الخيار الوحيد لتمويل بنيتها التحتية الأساسية هو بيع مستقبلها".
الغموض يكتنف"البوابة العالمية"
تعقد قمة الاتحاد الأوروبي بشأن البنية التحتية بعد أسبوع من احتفال الصين بالذكرى العاشرة لإطلاق خطتها الاستثمارية العالمية الطموحة، "مبادرة الحزام والطريق". وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية وقعت وثائق تعاون. وقد جذب المشروع استثمارات بقيمة تريليون دولار في العقد الأول من عمره، حسب تقديرات مركز أبحاث "التمويل الأخضر والتنمية".
على النقيض من ذلك، لا تزال خطة الاتحاد الأوروبي بشأن البنية التحتية في مراحلها الأولى، ويعتمد تصميمها المعقد على محاولة الاستفادة من موارد الدول الأعضاء، والمنظمات المتعددة الأطراف مثل بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والقطاع الخاص.
جاء في تقرير بتكليف من البرلمان الأوروبي أنه "يجري تنفيذ المبادرات في إطار هيكل إداري لا يزال قيد التنفيذ، وسط قدر كبير من عدم اليقين بشأن ما تقدمه الاستراتيجية فعلاً، وما هي أولوياتها الفعلية ومدى قدرتها على تحقيق النتائج. ومع ذلك، لا يزال معظم الشركاء يفتقرون إلى فكرة واضحة عن كيفية عمل (البوابة العالمية) وكيف يمكنهم المشاركة فيها".
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الوصول إلى المعادن، سيوقع الاتحاد الأوروبي أيضاً مذكرتي تفاهم مع جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا، كما أوردت "بلومبرغ" في وقت سابق. وتعد الكونغو أكبر منتج للكوبالت في العالم، وتتنافس مع بيرو باعتبارها ثاني أكبر منتج لـالنحاس، ويعزى الفضل في ذلك كثيراً إلى زيادة الاستثمارات الصينية في السنوات الأخيرة. وتعد زامبيا أيضاً منتجاً رئيسياً للنحاس، وتسعى الحكومات الغربية إلى إبرام تحالفات مع كلا البلدين لمواجهة هيمنة الصين في سلاسل توريد المعادن الحرجة.
تشمل الاتفاقيات الأخرى التي توقعها المفوضية مع دول أخرى ما يلي:
مبادرة الهيدروجين الأخضر في موريتانيا
اتفاقية تمويل لبرنامج الاقتصاد الأخضر في الفلبين
الإعلان عن إطلاق المفاوضات بشأن اتفاقية المواد الخام الحيوية بين الاتحاد الأوروبي وأوزبكستان
ممر السكك الحديدية بين الشمال والجنوب في مولدوفا
مشروع تحديث ميناء أكتاو في كازاخستان
حزمة الطاقة المتجددة مع بنغلاديش
محطة كاكونو للطاقة الكهرومائية في تنزانيا
خطة العمل المتعددة السنوات للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والصومال 2023-2024
خارطة الطريق لاتفاق الاتحاد الأوروبي وناميبيا بشأن سلاسل قيمة المواد الخام المستدامة والهيدروجين المتجدد.
تدابير خاصة بشأن تصنيع اللقاحات والأدوية والتكنولوجيات الصحية والحصول عليها.