ترى الشركات اليابانية العاملة في الصين أن الوضع الاقتصادي قاتم، وفقاً لتقرير مسحي جديد صدر عن غرفة التجارة والصناعة اليابانية في الصين اليوم الخميس.
كشف ربع المشاركين أنهم لن يستثمروا في الصين هذا العام، فيما أعرب 22% آخرين عن عزمهم خفض قيمة استثماراتهم، وفقاً للتقرير. وتشكل الشركات اليابانية مجموعة من أكبر المؤسسات الأجنبية التي تستثمر في الصين، ويمثل عزوفها عن زيادة الإنفاق عقبة أخرى لاقتصاد يعاني في العام الجاري.
شهد أكثر من نصف الشركات اليابانية العاملة في الصين تراجع إيراداتها وأرباحها في الفصل الماضي، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، ما يعد عاملاً لزيادة تحفظ الشركات اليابانية حيال الاستثمار في الصين.
يُضاف هذا التباطؤ إلى قائمة من العوامل تقلل من احتمال إنفاق الشركات اليابانية في الصين، إلى جانب مسائل أخرى تتضمن قيود السفر خلال الجائحة، وتنامي المشاعر المعادية لليابانيين في الصين، والتوترات بين الطرفين التي فاقمها القبض على مدير تنفيذي بشركة يابانية للمستحضرات الدوائية هذا العام.
شارك ما يقارب 1,400 شركة في الدراسة التي أُجريت ما بين 8 و12 سبتمبر، وقالت 60% تقريباً من هذه الشركات إنها مؤسسات صناعية.
خلال زيارته بكين في يوليو، ناشد وزير خارجية اليابان الأسبق، يوهي كونو، رئيس الوزراء الصيني بتحسين البيئة الكلية للشركات اليابانية في البلد، في انتقاد غير مباشر للأوضاع.
الشركات اليابانية تخشى المخاطر والتضخم
قال تيتسورو هوما، رئيس الغرفة، منذ ذلك الحين، أعلنت الحكومة الصينية خطة من 24 نقطة لجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي، لكن مجتمع الأعمال ما يزال ينتظر تقديم الحكومة لتفاصيل طريقة تطبيق تلك الخطة، بينما كان التغييران الوحيدان حتى الآن هما تمديد التخفيضات الضريبية للموظفين الأجانب، وتحسين عملية الحصول على التأشيرات الصينية.
لم ترد بالتقرير بيانات عن أسباب عزوف شركات عديدة عن زيادة استثماراتها في الصين، لكنه تضمن بعض تعليقات ممثليها.
وبيّن ممثل لشركة تجارية، لم يُذكر اسمها، أن المقر الرئيسي في طوكيو تخوَّف من المخاطر، فيما أوضحت شركة مستحضرات دوائية أنها تخشى التضخم، وأشارت شركة لتصنيع الأغذية إلى ضعف الطلب في الصين والخارج.
على صعيد منفصل، أشار ثلثا الشركات إلى ارتفاع تكلفة العمالة باعتبارها مشكلة كبرى، بينما قالت 56% من شركات التصنيع و72% من الشركات غير المُصنعة إن الوضع الدولي يمثل مشكلة أيضاً.
استمرار توتر العلاقات بين البلدين
ما تزال العلاقات الثنائية بين الصين واليابان متوترة؛ إذ انتقدت بكين تصريف طوكيو للمخلفات النووية السائلة المُعالجة في المحيط الهادئ، وتنظر للروابط العسكرية المتزايدة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وشركاء آخرين باعتبارها محاولة لتطويق الصين، كما وقعت اليابان أيضاً على بيان مجموعة الدول السبع في مايو الذي يدعم الحد من المخاطر، وهي سياسة ترى بكين أنها تهدف إلى احتواء تنمية الصين.
أما طوكيو، فاستاءت من اقتحام سفن خفر السواحل الصيني مياهها التي تتنازع عليها الدولتان وتسيطر عليها اليابان، وتحركات الصين العسكرية العدوانية المتزايدة تجاه تايوان.