انخفض الدولار مقابل جميع نظرائه الرئيسيين قبل نشر بيانات الوظائف الأميركية المحورية المقرر صدورها غداً الجمعة، لكن المحللين يقولون إن التراجع قد يكون مؤقتاً. انخفض مؤشر "بلومبرغ" للعملة الأميركية لليوم الثاني بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى في 10 أشهر أمس الأربعاء. تحول الدولار الأميركي نحو الانخفاض بعدما أدى انخفاض عوائد سندات الخزانة إلى تقليص الطلب على العملة.
قال رودريغو كاتريل، المحلل لدى مصرف" ناشيونال أستراليا بنك" (National Australia Bank) في سيدني: "نعتقد أن السوق تلتقط الأنفاس قبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية وبيانات سوق العمل الأخرى غداً". وأضاف: "ما يحدث يمثل مفاجأة إيجابية أخرى، ولن نتفاجأ برؤية كل من الدولار الأميركي وسندات الخزانة لأجل 10 سنوات يختبران أعلى المستويات المسجلة في الآونة الأخيرة".
ارتفع الدولار مقابل جميع العملات في مجموعة العشرة خلال الأشهر الستة الماضية، مع تصدر الين الياباني والدولار النيوزيلندي لنزيف الخسائر. وتسعى السلطات من اليابان إلى كوريا الجنوبية إلى تعزيز عملاتها، حيث يهدد ارتفاع العملة الأميركية بإشعال الضغوط التضخمية.
كتب وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في شركة "براون براذرز هاريمان آند كو" (Brown Brothers Harriman & Co) في نيويورك، عبر مذكرة بحثية إلى العملاء "بالنظر إلى ما هو أبعد من إشاعة التدخل المحتمل، لم يتغير شيء بشكل أساسي ولا نرى أي سبب للاعتقاد بأن الاتجاه الصعودي للدولار قد انتهى. على غرار التصحيح الأخير الذي حدث الأسبوع الماضي، نعتقد أن ضعف الدولار هذا الأسبوع هو أيضاً تصحيحي بطبيعته".
تباطؤ التوظيف
من المتوقع أن يضيف أصحاب العمل في الولايات المتحدة 170 ألف عامل في سبتمبر، بانخفاض عن 187 ألفاً خلال أغسطس، حسب متوسط تقديرات خبراء الاقتصاد الذين شملهم استطلاع أجرته "بلومبرغ" قبل صدور بيانات يوم الجمعة. كما أن العلامات التي تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي قد تؤدي إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة وتحد من مكاسب جديدة للدولار.
الشركات الأميركية تضيف أقل عدد من الوظائف منذ 2021 في سبتمبر
قال غاريث بيري، محلل العملات وأسعار الفائدة لدى "ماكواري غروب" (Macquarie Group) في سنغافورة، إنه من المرجح أن يرتفع الدولار مقابل "كل شيء تقريباً" حتى نهاية العام قبل أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد المتباطئ في عام 2024.
واختتم: "أمامنا شهران آخران من قوة الدولار بفضل الأداء المتفوق للنمو في الولايات المتحدة أولاً، ثم في النهاية النفور من المخاطرة أيضاً. لكننا نتوقع عمليات بيع كبيرة للدولار في عام 2024 مع بدء البنوك المركزية بقيادة الفيدرالي في خفض سعر الفائدة".