رفع مصرف "سيتي غروب" توقعاته للنمو في الصين إلى 5% خلال العام الحالي، إذ تساعد البيانات الواعدة في تعزيز الإجماع حول قدرة البلاد على بلوغ مستهدف النمو الرسمي.
كتب خبراء اقتصاد، أمس الأربعاء، أن مبيعات قطاع التجزئة والإنتاج الصناعي قد يتحسنان، مضيفين أن هبوط صادرات البلاد قد ينحسر أيضاً بعدما أظهرت استطلاعات رأي توسع قطاع التصنيع الرسمي للمرة الأولى منذ 6 شهور.
وكتب خبراء الاقتصاد بقيادة يو شيانغرونغ: "بلغنا أدنى مستوى دوري حالياً، مع ترقب الجميع لما إذا كان الطلب الطبيعي سيزداد في ظل القوة الدافعة المتنامية من السياسات الاقتصادية". وبلغت توقعات سابقة للمصرف 4.7%، ما جعله من بين أكثر المصارف الاستثمارية توقعاً لهبوط الصين.
تدابير تيسيرية
وتابعوا: "سبق وقلصنا توقعاتنا للناتج المحلي الإجمالي جراء خيبة الأمل إزاء السياسات الاقتصادية، لكن منذ نهاية أغسطس الماضي تجاوزت قوة دفع السياسات الاقتصادية التوقعات بوضوح، بفضل بعض التدابير التيسيرية في قطاع العقارات.
وأظهر أحدث استطلاع رأي شمل خبراء اقتصاد أجرته بلومبرغ أن أوسط توقعات المحللين للنمو بلغ 5% للسنة الجارية، بما يتماشى مع تحقيق المستهدف الرسمي للنمو. رغم ذلك، يعزى ذلك جزئياً إلى شركات عديدة خفضت توقعاتها من قبل للاقتصاد مع مواصلة أزمة القطاع العقاري الإلقاء بظلالها على النشاط.
ماذا تفعل الصين لتحفيز اقتصادها المتعثر؟
ورغم أن البيانات الأخيرة تشير إلى استقرار بعض قطاعات الاقتصاد الصيني، على غرار نشاط المصانع، إلا أن التعافي ما يزال عرضة للتهديد. ونوه خبراء اقتصاد إلى وجود مخاوف إزاء الطلب المحلي وضغوط سوق العمل، علاوة على مشكلات مستمرة داخل السوق العقارية.
فترة حرجة
يشكل الأسبوع الحالي فترة حرجة للنشاط الاقتصادي حيث يراقب المحللون بشدة فترة عطلة منتصف الخريف والعيد الوطني -الممتدة من 29 سبتمبر الماضي إلى 6 أكتوبر الجاري- بحثاً عن مؤشرات تدل على تنامي ثقة المستهلكين.
نقل تلفزيون الصين الوطني عن بيانات من وزارة التجارة أن مبيعات كبرى شركات تجارة التجزئة والمطاعم في الصين ارتفعت 8.3% في أول 3 أيام من العطلة، مقارنة بنفس الفترة من 2022 عندما خضعت مناطق عديدة لإجراءات تقييدية لاحتواء فيروس كورونا.
بيانات أقمار صناعية تُظهر تحسن اقتصاد الصين في سبتمبر
توقعت وزارة الثقافة والسياحة الصينية وصول 900 مليون رحلة سياحية محلية تقريباً خلال عطلة السنة الجارية. وسيُترجم ذلك إلى ارتفاع 5% تقريباً في متوسط عوائد السياحة المحلية اليومية بالمقارنة مع نفس المدة خلال 2019، بحسب خبراء اقتصاد مصرف "إتش إس بي سي هولدينغز".
كتب خبراء الاقتصاد بقيادة إيرين شين بمذكرة للعملاء: "سيكون تعافي قطاع الخدمات على الأرجح محركاً أساسياً للقوة الدافعة للوصول لتعافٍ مستدام".
تكثيف الدعم
يتوقع بعض خبراء الاقتصاد وجود احتمال لاحتياج الحكومة إلى تكثيف الدعم، لا سيما بقطاع العقارات. هبطت قيمة مبيعات أكثر من 100 شركة تطوير عقاري من المنازل الجديدة 29% على أساس سنوي سبتمبر الماضي، بحسب شركة " تشاينا ريل إستيت إنفورميشن" (China Real Estate Information)، لتتحسن بصورة طفيفة فقط مقارنة بتراجع الشهر السابق 34%.
كتبت كريستي هونغ، محللة "بلومبرغ إنتلجينس"، في مذكرة للعملاء أن الأرقام "قد تدل على الحاجة إلى تكثيف سياسيات اقتصادية تحفيزية في أعقاب سلسلة تدابير لتقديم الدعم لم تعزز الثقة بطريقة كبيرة".