دفع تزايد احتمالات إغلاق الحكومة الفيدرالية الأميركية، بعض المتحمسين لعملة بتكوين إلى توقع أن تشهد ارتفاعاً مماثلاً للارتفاع الذي سجلته على خلفية أزمة البنوك الأميركية الإقليمية في وقت سابق من 2023.
قال ستيفان أوليت، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "فرنت فاينانشال" (FRNT Financial): "لقد رأينا فعلاً عملة بتكوين ترتفع كنوع من أنواع التحوط ضد المزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي".
وأضاف: "سيكون من المثير للاهتمام للغاية معرفة ما إذا كانت السوق ستشهد شراء بتكوين خلال كل هذه الفترات المختلفة من عدم اليقين الاقتصادي والمالي في الولايات المتحدة، أو أن ذلك كان فقط في سياق الأزمة المصرفية كما رأينا في وقت سابق من العام".
قفزت بتكوين نحو 25% في شهر مارس الماضي، عندما انهارت ثلاثة بنوك أميركية صغيرة ومتوسطة الحجم على مدى خمسة أيام.
حدث ذلك، بعد تفجر أزمة مصرفية لدى "سيليكون فالي بنك"، حيث احتُجز جزء من ودائع "سيركل" المصدرة للعملة المستقرة لأيام عدة قبل إعادتها بالكامل إلى الشركة، ومقرها في بوسطن. لم تشهد عملة بتكوين تغيراً كبيراً يوم أمس الأربعاء، وظلت عند نحو 26258 دولاراً. وبعد ارتفاعها بأكثر من 80% في النصف الأول من العام الجاري، سجلت أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية انخفاضاً بنحو 14%.
من شأن إغلاق الحكومة الأميركية أن تكون له تداعيات متتالية على الاقتصاد الأميركي. تتأهب الشركات المتعاقدة مع الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" (SpaceX) التابعة للملياردير إيلون ماسك، وشركات خدمات الحراسة للمباني الفيدرالية المحلية، لما قيمته 1.9 مليار دولار يومياً من الإيرادات المفقودة والمتأخرة مع توقف التمويل في الأول من أكتوبر. وقد تأتي هذه الضربة في وقت تتأثر فيه الأسواق المالية سلباً ببيئة أسعار الفائدة المرتفعة وصعود أسعار النفط والإضرابات العمالية.
توقعات بدعم بتكوين
يتوقع جيمس باترفيل، رئيس قسم الأبحاث في شركة إدارة الأصول المشفرة "كوين شيرز" (CoinShares)، أيضاً، أن يؤدي ارتباك الحكومة الأميركية إلى ارتفاع سعر بتكوين. قال باترفيل: "نتوقع أن يؤدي الإغلاق إلى ممارسة ضغوط على الدولار، خصوصاً بعد ارتفاعه في الآونة الأخيرة، وأن يؤثر بشكل ملموس على النمو الاقتصادي في الربع الرابع". وأضاف: "في بعض الجوانب، يشبه هذا السيناريو مأزق سقف الديون الذي حدث في وقت سابق من العام الجاري، وانتهى به الأمر إلى دعم أسعار بتكوين".
يوضح باترفيل أن هناك تغطية ومناقشة إعلامية "ضئيلة" نسبياً، بشأن تأثير الإغلاق على أسعار بتكوين مقارنة بما كانت عليه في وقت سابق من العام، مما يشير إلى هدوء التعاملات في السوق.
ارتفع مؤشر"إس آند بي 500" 0.1% أمس الأربعاء، في حين صعد مؤشر "ناسداك 100" 0.4%. تراجع مقياس الخوف في وول ستريت -مؤشر التقلب "Cboe"، أو (VIX)- بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ مايو، مع تزايد الآمال في أن يخفف مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي موقفهم المتشدد إزاء أسعار الفائدة.
من المتوقع أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومسؤولون آخرون في البنك المركزي اليوم الخميس.
شكوك
من منظور تنظيمي، تبدي نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية "كريبتو إز ماكرو ناو" (Crypto Is Macro Now) شكوكها في أن الإغلاق سيؤثر كثيراً على أسواق العملات المشفرة أو التشريعات المؤقتة. قالت أتشيسون: "سوف يؤدي ذلك إلى إبطاء التقدم في إقرار مشروعات قوانين العملات المشفرة الحالية، لكن ذلك سيكون بطيئاً على أي حال".
أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية أمس الأول الثلاثاء عن قرارها بتأخير إدراج صندوق تداول بتكوين والتابع لشركة "آرك"، رغم أن الهيئة التنظيمية لم تكن مطالبة بإصدار قرار حتى 11 نوفمبر. قالت أتشيسون: "على حد علمي، لم تعلن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أي قرارات إزاء المقترحات التي قدمتها (بلاك روك) و(فيديليتي) و(إنفيسكو) وغيرها من الشركات، في الفترة بين 16 و19 أكتوبر،. ويمكن أن يزيد تمديد الإغلاق الحكومي من احتمالات تأخير عملية صنع القرار".