خفت الأمطار الموسمية مع استقبال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعماء العالم في مجمع راج غات التذكاري في وسط نيودلهي (موقع الشعلة الأبدية المقام تخليداً لذكرى المهاتما غاندي) اليوم الأحد.
قاد غاندي الاحتجاجات السلمية التي جلبت استقلال الهند عن الحكم الاستعماري البريطاني عام 1947. وكان القرار الذي اتخذه مودي باستغلال اليوم الثاني والأخير من قمة مجموعة العشرين لتذكير ضيوفه بأبي الأمة بمثابة رسالة أخرى تشير إلى صعود الهند.
دلالة رمزية للصور الجماعية
يصعب الهروب من الرمزية فيما يُسمى بالصورة الجماعية. وهي تقليد لمجموعة العشرين يقدم لمحةً نادرةً وصريحةً عن التفاعل بين الزعماء -الدفء أو الفتور في السلام، أو الربت على الظهر (في تعبير صاخب عن الود)، أو الأحاديث الجانبية، أو العبوس، أو لحظات الإحراج- وبالتالي يشير إلى حالة العلاقات العالمية.
غاب عن تشكيلة هذا العام الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، وكلاهما لم يحضر القمة وسط توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها. وكان أندريس مانويل لوبيز أوبرادور رئيس المكسيك (الذي نادراً ما يغادر الأميركتين) غائباً أيضاً.
وسائل إعلام هندية ذكرت أن الصورة لن تكون جماعية على النحو التقليدي بسبب الخلاف على أن تشمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حل محل بوتين.
لم يكن التنافس بين الولايات المتحدة والصين وحرب بوتين على أوكرانيا بعيدَين عن القمة، وإنما كانا حاضرين بقوة في البيان المشترك. لكن تلك التحديات العالمية تراجعت للحظات بينما كان الزعماء يتجهون نحو نصب غاندي المصنوع من الرخام الأسود لالتقاط صورتهم الجماعية.
المشي حافياً
بعض الزعماء، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، سار حافي القدمين على الأرض المبتلة. وكان الرئيسان جو بايدن والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا -الذي يتسلم رئاسة مجموعة العشرين من الهند- ممن ارتدوا النعال أو الجرموق.
وقف زعماء مجموعة العشرين دقيقة حداد قبل عزف الموسيقى الهندية التقليدية مع خروجهم مارين بضريح غاندي الذي كان مركزاً للنضال الهندي من أجل الحرية.
سار بايدن بجانب مودي بينما وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لإلقاء كلمة. وسار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بجانب رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، وهو ما أظهر التقارب الأخير بين حليفتي الولايات المتحدة. وتحدث لافروف، الذي تجنبه العديد من الزعماء، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يضغط على روسيا لاستئناف صفقة حبوب البحر الأسود.
لعل أهم ما ميز رئاسة الهند لمجموعة العشرين هو تأمين إجماع غير متوقع بين القادة، ولا سيما بشأن اللغة المثيرة للجدل المتعلقة بالحرب الروسية، ولكن أيضاً بشأن العمل العالمي لمكافحة تغير المناخ والاعتراف بالاتحاد الأفريقي كعضو كامل العضوية في المجموعة.
مشاهد وثقتها الصور الجماعية لقمم العشرين السابقة
بعض القادة جدد، والبعض الآخر في طريقهم للرحيل، وبعض الحرس القديم شهدوا كل ذلك من قبل. لكن الأحداث دائما هي التي تُملي الإجراءات والفعاليات. عقدت اليابان آخر اجتماعات مجموعة العشرين قبل أن تقلب جائحة كورونا العالم رأساً على عقب. وكانت قمة العام التالي، التي استضافتها السعودية، عبر الإنترنت.
عندما استضافت الأرجنتين مجموعة العشرين في 2018، كانت تلك أياماً أكثر سعادة بالنسبة للأمة التي تعاني الآن من اضطرابات اقتصادية عميقة. انضمت الأرجنتين لمجموعة بريكس التي تتوسع لتشمل 11 عضواً من تشكيلها الأساسي الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. ويحضر رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز قمته الأخيرة في الهند لأنه لن يترشح لفترة جديدة في السلطة.
إشادة واحتجاجات
كان أكثر ما ميز قمة مجموعة العشرين التي استضافتها ألمانيا في 2017 اللحظة التي وقف فيها القادة بشكل عفوي وأشادوا بأنغيلا ميركل، وأعمال الشغب المناهضة للرأسمالية التي هزت مدينة هامبورغ المضيفة، والتي كادت أن تكلف رئيس البلدية -أولاف شولتس- وظيفته. وبطبيعة الحال، خلف شولتس ميركل في منصب مستشار ألمانيا.