تراجعت صادرات كوريا الجنوبية في أول 20 يوماً من شهر أغسطس، في أحدث علامة على أن ضعف التجارة العالمية يُلقي بثقله على النمو الاقتصادي.
بيانات مكتب الجمارك الصادرة يوم الاثنين، أظهرت أن عمليات الشحن اليومية (للبضائع) انخفضت بنسبة 10.7% في المتوسط خلال تلك الفترة من الشهر مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، في حين انخفض إجمالي الصادرات بنسبة 16.5%، وانخفضت مبيعات الرقائق بنسبة 24.7%، كما انخفضت عمليات الشحن إلى الصين بنسبة 27.5%.
تعرضت صادرات كوريا التي تُعتبر أحد أكبر المصدّرين في العالم وتعمل صادراتها كمؤشر لصحة الاقتصاد العالمي، لضغوط منذ أواخر العام الماضي، مع انخفاض أسعار أشباه الموصلات، وتراجع الطلب من الصين.
من المرجح أن تظلّ المخاوف بشأن الأداء التجاري مرتفعة، وسط مكافحة الصين لتحفيز اقتصادها بعد إجراءات صارمة لمكافحة تفشي فيروس كورونا على حساب نشاط المستهلك.
لا تزال بكين المشتري الأول للمنتجات الكورية، رغم انخفاض حصتها ببطء. ويبقى أن نرى إذا كان قرار الصين تخفيف الإغلاق الاقتصادي، وتقليص قيود السفر، سيساعد الاقتصاد الكوري. حتى الآن تتجنب الصين حزم التحفيز الكبيرة لإنعاش اقتصادها، حتى في مواجهة مخاطر الانكماش.
يقول الخبير الاقتصادي هيوسونغ كوون: "يبدو أن وتيرة التعافي في الصادرات أبطأ مما كان متوقَّعاً. تضعف التوقعات بأن التأثير غير المباشر لإعادة فتح الصين اقتصادها بعد كورونا يمكن أن يساعد، وذلك بسبب الانتعاش المتعثر في الصين وعدم اليقين في قطاع العقارات. هذه العوامل ستشكل رياحاً معاكسة لتوقعات النمو في كوريا".
رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"
تأتي نتائج التجارة الكورية الأخيرة قبل أيام فقط من إصدار بنك كوريا تقييماً رسميّاً للاقتصاد وتوقعات النمو. ويعتقد الاقتصاديون على نطاق واسع أن بنك كوريا المركزي سيُبقي سعر الفائدة عند 3.5% يوم الخميس، مركزاً بشكل متزايد على حماية الزخم الاقتصادي، وسط انخفاض الصادرات.
تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 7.2%، في حين تراجعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.1%، مما يشير إلى أن التراجع في المبيعات يتجاوز الصين.
مع ذلك أظهر بعض القطاعات علامات على التفاؤل، إذ ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 20.2% على العام السابق، كما قفزت صادرات السفن بنسبة 54.9%.
تراجعت الواردات بنسبة 27.9%، وسجل الميزان التجاري عجزاً قدره 3.6 مليار دولار لأول 20 يوماً من أغسطس، وفقاً لمكتب الجمارك.