توقعات بهبوط العملة الباكستانية عند 300 روبية للدولار بنهاية 2023 مقابل 288 أمس الثلاثاء

نقص الدولار يجبر مصانع في باكستان على وقف الإنتاج

عامل يقف على كومة من حديد التسليح داخل مصنع  "أغا ستيل اندستريز" في كراتشي، باكستان - المصدر: بلومبرغ
عامل يقف على كومة من حديد التسليح داخل مصنع "أغا ستيل اندستريز" في كراتشي، باكستان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قد تؤدي قبضة باكستان الحديدية على ما بحوزتها من الدولار إلى الحفاظ على استقرار عملتها، لكنها تضر أيضاً الشركات المحلية والأجنبية الحائرة بين إغلاق المصانع وإعادة فتحها لأنها تواجه صعوبة في الحصول على العملة الخضراء.

فشركة تجميع سيارات "سوزوكي" في البلاد أغلقت مصنعها للدراجات البخارية لمدة 16 يوماً حتى منتصف أغسطس بسبب نقص المخزون.

وأغلقت "سيتارا بيروكسيد" (Sitara Peroxide Ltd)، وهي شركة لإنتاج المواد الكيميائية، مصنعها الشهر الماضي أربعة أسابيع، في حين أغلقت الشركة المصنعة لسيارات "تويوتا" مصنعها لمدة أسبوعين.

اضطرت المصانع إلى الإغلاق لأسابيع في كل مرة منذ تعرض الدولة الواقعة في جنوب آسيا لأزمة العام الماضي، حيث تمنعها ندرة الدولارات من استيراد المواد الخام. هذا الوضع يثقل كاهل الصناعات بما في ذلك الصلب والسيارات حيث يتوقف الإنتاج.

الأولوية لاستقرار العملة

بعد تأمين مليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي ودائنين آخرين في يوليو، تمنح باكستان الأولوية لاستقرار العملة المحلية في حين تكافح للتعافي من أزمة الديون.

تجد الآلاف من الشركات صعوبة في الحصول على تصاريح استيراد احتياجات التصنيع الخاصة بها وما تزال الشحنات عالقة في الموانئ حيث تكبح الحكومة الطلب على الدولار لمنع استنزاف مخزون النقد الأجنبي في البلاد.

قال خورام شهرزاد، الرئيس التنفيذي لـ"ألفا بيتا كور سوليوشنز" (Alpha Beta Core Solutions Pvt Ltd)، وهي شركة استشارات مالية في كراتشي: "بالتأكيد يوجد نقص في الدولار.. ستواصل الشركات العمل بأدنى حد من القدرة. ستعود الواردات إلى وضعها الطبيعي في نهاية المطاف، ولكن قد يستغرق الأمر ستة أشهر أخرى".

استقرت الروبية الباكستانية في الأشهر الأخيرة بعد تخفيض قيمتها في يناير وعمليات بيع خلال مايو، لتفقد نحو 20% منذ بداية 2023، في حين تضاعفت الاحتياطيات الأجنبية إلى 8 مليارات دولار منذ إقرار خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

توقعات بهبوط الروبية

لكن الضغط ما يزال قائماً مع استمرار ارتفاع احتياجات التمويل في البلاد، إذ يتوقع "ستاندرد تشارترد" (Standard Chartered Plc) و"ناتيكسيس"(Natixis SA) أن العملة الباكستانية، التي تم تداولها عند 288 روبية أمام الدولار أمس الثلاثاء، ستضعف إلى مستوى قياسي منخفض عند 300 روبية بنهاية 2023.

قال باتريك كوران، كبير الاقتصاديين لدى "تيليمر" ومقرها في بورتلاند بولاية مين: "كانت السلطات تعتمد على ضبط الاستيراد لكبح الطلب على الدولار والحفاظ على استقرار الاحتياطيات".

أضاف: "سيكون انخفاض قيمة الروبية ضرورياً لاستعادة التوازن في سوق العملات الأجنبية، وإلا سيستمر نقص الدولار في التأثير على النمو".

خطابات الاعتماد

سجلت وحدة "سوزوكي" الباكستانية أكبر خسارة ربع سنوية لها في عقد على الأقل خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس، حسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

قالت الرابطة الباكستانية لكبار منتجي الصلب إن الصناعة تعمل بنسبة 40% إلى 50% من طاقتها الإنتاجية.

توقف النمو في الاقتصاد الباكستاني البالغ حجمه 377 مليار دولار خلال السنة المالية 2023 المنتهية في يونيو، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل انكماشاً بنسبة 0.5%.

تقول الشركات إنها تكافح من أجل الحصول على خطابات الاعتماد، وهي أداة لتمويل التجارة تسهل الدفع بين المشتري والبائع، يقدمها البنك.

في حين ألغى البنك المركزي الباكستاني جميع القيود على الاستيراد في يوليو، فقد توقف أيضاً عن توفير الدولارات لصالح البنوك لتلبية احتياجات الاستيراد الخاصة بعملائها. يعتبر إلغاء القيود المفروضة على الواردات أحد شروط الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.

قال عبد الوحيد خان، المدير العام لرابطة مصنعي السيارات في باكستان: "من المؤكد أن الأمور لم تعد إلى طبيعتها.. ستتحسن الأمور، ولكن توقيت حدوث ذلك أو التحسن لا يزال محل شك".

عدم اليقين السياسي يلوح في الأفق

في حين أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي قد وضع الاقتصاد على أساس أكثر استقراراً، فقد ازداد عدم اليقين السياسي قبل الانتخابات.

سلم رئيس الوزراء شهباز شريف السلطة الأسبوع الماضي إلى حكومة تصريف الأعمال، في حين يسعى خصمه عمران خان لمراجعة المحكمة بشأن حكم السجن الذي يمنعه من خوض الانتخابات.

تقول بعض الشركات إن البنوك هي التي تحدد المؤسسات التي تحصل على الدولارات.

قالت "إير لينك كوميونيكيشنز" (Air Link Communications Ltd)، الشركة التي تجمع الهواتف المحمولة في لاهور لصالح شركات من بينها "شاومي"(Xiaomi Corp)، إنها لم تعد تواجه صعوبات في الحصول على الدولارات.

قال مظفر حياة بيراتشا، الرئيس التنفيذي للشركة: "تتحمل البنوك المسؤولية حالياً.. إذا كان العميل سيئاً ويحدث إزعاجاً أثناء الحصول على الائتمان، ستقوم البنوك بالطبع بفتح خطابات اعتماد أقل لهم".

مع توقع استمرار أزمة الدولار لبعض الوقت، يتجه آخرون إلى حلول خلاقة.

اللجوء إلى عدة بنوك لتدبير الدولار

قالت "عارف حبيب كورب" (Arif Habib Corp. Ltd) وهي شركة عملاقة تستثمر في السلع والخدمات المالية، إنها تقسم مشترياتها من الدولار عبر العديد من البنوك لتأمين ما يكفي من العملات الأجنبية.

قال الرئيس التنفيذي عارف حبيب: "علمنا أنه إذا كنت تريد فتح خطاب اعتماد بمبلغ 20 مليون دولار، فأنت لا تلجأ إلى مصرف، بل تقوم بتقسيم المبلغ على خمسة بنوك.. الجميع تعلَّم من أسوأ الأيام".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك