بيانات التضخم ترفع توقعات توقف "الفيدرالي" عن رفع الفائدة

مبنى مارينر إكليس مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن  - المصدر: بلومبرغ
مبنى مارينر إكليس مقر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تزايدت التوقعات بأن يتوقف صانعو السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعهم المقبل في سبتمبر، بعد أن أظهرت البيانات الجديدة مزيداً من المؤشرات على تباطؤ التضخم.

أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل يوم الخميس أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة كثيرة التقلب، ارتفع بنسبة 0.2% للشهر الثاني، وهي أقل وتيرة ارتفاع في شهرين متتالين منذ أكثر من عامين، كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 0.2% في يوليو و3.2% على أساس سنوي.

قال ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "سانتاندير يو إس كابيتال ماركتس" (Santander US Capital Markets): "من المتوقع أن تهدّئ تلك الأرقام المتتالية سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، أعتقد أنهم ينوون تخطّي رفع الفائدة في سبتمبر، لكن هذه بالتأكيد ليست الكلمة الأخيرة".

مستهدفات الفائدة

رفع الاحتياطي الفيدرالي في يوليو سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية لتصل إلى نطاق بين 5.25% و5.5%، وهو أعلى مستوى منذ 22 عاماً. أظهر متوسط التقديرات ​​لأحدث التوقعات الفصلية لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي نُشرَت في يونيو، زيادتين إضافيتين حتى نهاية العام، رُفعَت أولاهما في اجتماع الشهر الماضي.

أعطى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي آراءً مختلفة بشأن الحاجة إلى مزيد من الزيادات، إذ كررت المحافظة في البنك ميشيل بومان يوم الاثنين قولها إن البنك المركزي الأميركي قد يحتاج إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة لاستعادة استقرار الأسعار الكامل، في حين قال رئيس فيلادلفيا باتريك هاركر يوم الثلاثاء، إن البنك قد يكون بإمكانه تثبيت الفائدة من الآن فصاعداً.

أجمع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أن تحركات السياسة النقدية ستعتمد على البيانات الواردة، إذ قالت بومان إنها تبحث عن "دليل على أن التضخم يسير على مسار هبوطي ثابت وجادّ".

قال ديريك تانغ، الخبير الاقتصادي في "إل إتس ميير" لتحليلات السياسة النقدية، إن "الاحتياطي الفيدرالي لا يحتاج إلى رفع الأسعار في سبتمبر، وهو ما يُرضي الحمائم الذين لا يريدون مزيداً من التشديد من الآن فصاعداً"، مضيفاً: "حتى الصقور لن يعترضوا على التوقف حتى نوفمبر، أو ربما بعد ذلك ما لم يُغلَق باب رفع معدلات الفائدة تماماً".

قال رئيس الاحتياطي جيروم باول: "بينما يبطئ البنك المركزي وتيرة الزيادات مع اقترابها من الذروة"، فإنه لا يستبعد إمكانية زيادات أخرى في اجتماعات متتالية. ستتاح له الفرصة لعرض رؤيته أمام زملائه والأسواق في مؤتمر الفيدرالي في "جاكسون هول" بمدينة كانساس بولاية وايومنغ في وقت لاحق من هذا الشهر.

في انتظار مزيد من البيانات

بينما يعتبر الاقتصاديون أن تقرير اليوم الخميس مهمّ للغاية للاحتياطي الفيدرالي، فإن تقريراً آخر هامّاً حول أسعار المستهلكين سيصدر في 13 سبتمبر، قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 19 إلى 20 سبتمبر.

قالت كاثي جونز، كبيرة محللي الدخل الثابت في "تشارليز شواب آند كو": "الأرقام جيدة بما يكفي لإبقاء الاحتياطي الفيدرالي في حالة انتظار في الوقت الحالي، وإذا استمرت التغيرات الشهرية متماثلة قرب 2% فإن هذا يعني انخفاض معدل التضخم السنوي، ومن شأن ذلك أن يجعل الاحتياطي الفيدرالي أكثر ثقة بانخفاض التضخم ​​إلى معدله المستهدف".

ينتظر البنك المركزي أيضاً تقرير وظائف رئيسياً آخر قبل اجتماعه في سبتمبر. ويوم الجمعة الماضي أظهر تقرير إحصاءات مكتب العمل أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بأقلَّ من المتوقع إلى 187 ألف وظيفة الشهر الماضي، فيما انخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 3.5%، وهي واحدة من أدنى القراءات منذ عقود.

قال نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد في "رينيسانس ماكرو ريسيرش"، إن الاحتياطي الفيدرالي قد يُبقي خيار رفع الأسعار مفتوحاً بسبب احتمال أن يعود الاقتصاد إلى التسارع مرة أخرى.

خلال مقابلة على تليفزيون بلومبرغ قال دوتا: "الاقتصاد ينمو بأفضل من المتوقع، لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي فعل ما يكفي. يوجد خطر في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يشعر بالحسرة مع نهاية العام وهو يشاهد التضخم يعود إلى الارتفاع".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك