أصدر وزير إيطالي بارز أقوى إشارة على الإطلاق حتى الآن توضح أن بلاده ستفسخ اتفاقية استثمارية مثيرة للجدل مع الصين.
أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو، الحليف المقرب لرئيسة الوزراء جورجا ميلوني، في مقابلة اليوم الأحد مع صحيفة كورييري ديلا سيرا، أن إيطاليا ينبغي أن "تنسحب" من اتفاق الحزام والطريق مع الصين "دون التسبب في وقوع كارثة".
تُعد إيطاليا البلد الوحيد ضمن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي وقّعت على مبادرة الحزام والطريق الرائدة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومن المقرر أن يُجدد سريان الاتفاقية تلقائياً مع نهاية السنة الحالية ما لم تتركها إيطاليا. ذكر تقرير لبلومبرغ أن مسؤولين إيطاليين أكدوا للولايات المتحدة الأميركية بأن روما ستنسحب من الاتفاقية، لكن ميلوني أحجمت عن التصريح بذلك علانية خلال زيارتها للولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
المصلحة الوطنية
أوضحت ميلوني في مقابلة على محطة تلفزيون "قناة 5" بعد عودتها من واشنطن: "تقتضي مصلحتنا الوطنية أيضاً إجراء حوار مع بكين ويمكن بناء علاقات تجارية جيدة بصورة مستقلة عن مبادرة الحزام والطريق، وتتمثل القضية بتحقيق التوازن بطريقة صحيحة".
وقّعت إيطاليا على الاتفاقية خلال 2019 إبان فترة حكم رئيس الوزراء السابق الصديق للصين جوزيبي كونتي. تتعرض ميلوني حالياً لتحدي فصل نفسها عن اتفاقية لم تحقق ميزة اقتصادية تُذكر -إن وُجدت- دون إثارة أزمة دبلوماسية مع بكين. نوهت إلى أنها تعتزم زيارة الصين.
أظهر كروسيتو في مقابلة اليوم الأحد أن الانضمام للاتفاقية "كان عملاً متهوراً وغير مدروس من قبل حكومة جوزيبي كونتي".
تابع بقوله "صدّرنا بعض البرتقال للصين"، في إشارة إلى شحنة تصدير ذات دلالة رمزية جاءت بعد زيارة شي لإيطاليا لتوقيع الاتفاقية، مضيفاً أن ذلك جاء "بينما زاد الصينيون حجم صادراتهم إلى إيطاليا 3 أضعاف خلال 3 أعوام".