يرى محمد العريان أن فرضية تمكن الاقتصاد الأميركي من التباطؤ بوتيرة كافية تسمح له بتفادي الركود، باتت قوية لدرجة جعلت من مواجهتها أمراً غير منطقي.
قال كبير المستشارين الاقتصاديين لدى "أليانز" (Allianz) وكاتب مقالات الرأي لدى "رأي بلومبرغ" اليوم الجمعة: "لا يمكنك الآن اعتراض مسار فرضية الهبوط السلس- فإنها تكتسب زخماً.. فكل ما رأيناه حتى الآن هذا الأسبوع- من بيانات التضخم، ومؤشر أسعار المنتجين، والبنوك- يدور حول نظرية الهبوط السلس".
تتراجع توقعات حدوث الركود طوال العام في ظل استمرار قوة البيانات الاقتصادية، لا سيما في سوق العمل. فقد تراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة بشكل حاد في يونيو، إذ صعد مؤشر أسعار المستهلك 3%، مسجلاً أقل ارتفاع منذ أكثر من عامين، وبالكاد ارتفعت أسعار المنتجين.
وقال العريان لتلفزيون بلومبرغ: "نحن بالتأكيد نعيش فترة بيانات تضخم جيدة.. ومن المتوقع استمرارها حتى سبتمبر".
الركود وخطأ السياسة النقدية
في سياق متصل، لا يتوقع العريان حدوث ركود في الأجل القريب، وقال: "لقد عارضت الأمر أكثر من مرة، لا يوجد شيء تلقائي بشأن الركود". على الرغم من ذلك، أضاف أنه في حال شدَّد الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية أكثر من اللازم -وهو أمر ممكن حدوثه- فقد يحدث تراجع اقتصادي.
قال العريان: "سنصل إلى هناك (الركود) إذا حدث خطأ آخر في السياسة النقدية. لكن الاقتصاد نفسه قوي ومتماسك". مؤكداً أن مسؤولي البنك المركزي كان يتعين عليهم رفع الفائدة مرة أخرى، ثم التوقف.
أوضح العريان أنه إذا حاول الاحتياطي الفيدرالي الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2% بسرعة كبيرة، فإنه يخاطر بتقليص الطلب أكثر مما سيكون صحياً و"سيضر بشيء ما".
يشارك العريان الرأي شخصيات بارزة أخرى في البنوك الأميركية الكبرى. وقال ريك ريدر، كبير مسؤولي استثمار الدخل الثابت العالمي في "بلاك روك"، هذا الأسبوع إن الطريق إلى هدف التضخم البالغ 2% قد يضر بملايين العمال، وهي مقايضة "لا معنى لها".
قال ريدر في حلقة الأسبوع الحالي من بودكاست "What Goes Up": "تحديد المقدار المناسب من زيادات أسعار الفائدة للوصول إلى معدل بطالة يؤدي إلى كبح الأجور، أمر لا يستحق كل هذا العناء. لماذا تخرج ملايين الأشخاص من العمل لأنك بحاجة إلى الانتقال من 2.7% إلى 2%؟".