تقارير نمو الأجور والأسعار تقوّض صبر المستثمرين وتنهي شهر العسل مع سوناك

التشاؤم يضرب أرجاء اقتصاد بريطانيا وسط توقعات نمو وتضخم قاتمة

جيريمي هانت - المصدر: بلومبرغ
جيريمي هانت - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يبدو أنَّ شهر العسل بين ريشي سوناك والمستثمرين قد انتهى حقاً، في الوقت الذي تلوح في الأفق توقُّعات قاتمة بشأن التضخم ونمو الاقتصاد الذي يعاني تدهوراً بالفعل مقارنة بدول مجموعة السبع الأخرى.

كتب فيليب ألدريك وسرينيفاسان سيفابالان، مراسلا "بلومبرغ"، أنَّه على الرغم من أنَّ المستثمرين مدينون بالفضل لسوناك في استقرار الوضع بعد رئيسة الوزراء السابقة المشؤومة؛ فإنَّ التقارير الأخيرة التي تظهر نمواً قوياً في الأجور والأسعار تقوّض صبر المستثمرين. سيكون الأسبوعان المقبلان حاسمين في تشكيل التوقُّعات، إذ سيتحدث أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، في فرنسا يوم الأحد، ثم سيظهر في اليوم التالي إلى جانب وزير المالية في "مانشن هاوس" بلندن.

من المقرر أن يعلن وزير المالية جيريمي هانت خلال كلمته عن قواعد جديدة لسوق رأس المال في محاولة لزيادة جاذبية الخدمات المالية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. نشر مراسلا "بلومبرغ" هذا الأسبوع خبراً مفاده أنَّ هذا المسعى سيشمل على الأرجح دعماً بقيمة 50 مليار جنيه إسترليني تقدّمها شركات التأمين للاستثمار في الشركات الناشئة والشركات سريعة النمو، وإلغاء قواعد الاتحاد الأوروبي التي أجبرت الشركات على فصل تكلفة أبحاث الاستثمار عن تكاليف التداول.

تشاؤم المستهلكين والمستثمرين

يواجه المستهلكون التشاؤم نفسه الذي يشعر به المستثمرون. فقد تصل أسعار الفائدة إلى 7%، وتؤدي إلى "هبوط حاد" للاقتصاد لكبح جماح التضخم، وفقاً لـ"جيه بي مورغان تشيس"، وربما تبدأ أسعار المنازل في الانخفاض. قال تقرير من "هاليفاكس" إنَّ أسعار المنازل تنخفض بأسرع وتيرة سنوية لها منذ عام 2011، بينما قالت شركة "زوبلا" (Zoopla) إنَّ ما يقرب من 40% من المنازل قد انخفضت قيمتها منذ أواخر عام 2022.

وعلى الرغم من ذلك؛ فإنَّ المعاناة لا تقتصر على أصحاب القروض العقارية وحدهم دون غيرهم، ولكن تطال الحكومة كذلك. فقد باعت وزارة المالية سندات حكومية بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني، ولكن من خلال تقديم عائد بـ5.668% فقط، وهو أعلى معدل مدفوع للديون منذ 16 عاماً. كما أنَّ الأموال التي تُنفق على خدمة الديون لا تُنفق على الخدمات العامة؛ مثل هيئة الصحة العامة، أو التخفيضات الضريبية التي يراها سوناك.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

إنقاذ الرعاية الصحية

كان من المفترض أن تكون الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس هيئة الصحة العامة هذا الأسبوع مناسبة للاحتفال، لكنَّ الضغط على نظام الرعاية الصحية الناجم عن "كوفيد" و"بريكست" وسنوات من التقشف جعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان سيستمر لمدة قرن كامل. أكدت نتائج أول تحليل من نوعه أجرته "بلومبرغ" لبيانات الهيئة مدى عُمق المشاكل التي تواجهها. كل دائرة من الدوائر الانتخابية التي يبلغ عددها 533 في إنجلترا لم تتمكن من تلبية ما لا يقل عن نصف المؤشرات الرئيسية الثمانية التي تتبعها الحكومة. كما أنَّ الدائرة الخامسة لا تلبي أياً من المؤشرات.

احتفل سوناك بالذكرى السنوية للهيئة من خلال زيارة "وستمنستر أبي". فهو يأمل في المحافظة على حيوية خدمة الرعاية الصحية الشاملة المفضلة، وألا تأتي خطته لخفض قوائم الانتظار قبل الانتخابات بنتائج عكسية.

يفقد المواطنون ثقتهم في "منظومتهم الصحية العريقة" الممولة من الضرائب، بحسب ما كتب مارتن إيفينز، الذي يوضح أنَّه بينما قد يكون هناك بعض بصيص من الأمل في المستقبل؛ لكن لا يتوفر دواء يعالج جميع العلل.

في الأسبوع المقبل، قد يحصل سوناك على فاصل من المشاكل الداخلية من خلال القيام بمهام السياسة الخارجية. سيكون هناك الكثير من الحديث عن "العلاقة المميزة" عندما يستضيف الرئيس جو بايدن في لندن يوم الإثنين قبل أن يحضر الاثنان قمة الناتو في فيلنيوس يوم الثلاثاء. كما ستُجرى مراسم الاستقبال الملكية لبايدن في زيارته لقلعة وندسور للقاء الملك تشارلز.

وأخيراً، بالنسبة لأولئك الذين يخشون أن يؤدي إضراب مراقبي الحركة الجوية إلى التأثير سلباً على عطلاتهم الصيفية؛ فإنَّ القطار متوفر دائماً كي يفي بهذا الغرض. حسناً؛ هذا إذا كان لديك 6 آلاف يورو تنفقها في رحلة لمدة ليلة واحدة في إيطاليا. اعتباراً من عام 2024، ستكلف "الكابينة" الأكثر تميزاً في قطارات "لا دولسي فيتا" (La Dolce Vita) التابعة للعلامة التجارية "أورينت إكسبريس" 25 ألف يورو على الأقل؛ على الرغم من أنَّها تشمل تناول المأكولات الشهية بما في ذلك قنفذ البحر وفطر الكمأة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك