أضافت الشركات الأميركية نحو نصف مليون وظيفة في يونيو، مسجلةً أكبر زيادة منذ أكثر من عام، مما يؤكد استمرار قوة سوق العمل في الولايات المتحدة.
زادت الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 497,000 وظيفة الشهر الماضي، مسجلةً أكبر زيادة منذ فبراير 2022، وفق الأرقام التي نشرها يوم الخميس معهد الأبحاث (ADP) بالتعاون مع "ستانفورد ديجيتال إيكونومي لاب".
تجاوز عدد الوظائف أكثر من ضعفَي متوسط التقدير في استطلاع "بلومبرغ" لآراء اقتصاديين.
كانت زيادات الوظائف واسعة النطاق نسبيّاً، لتضمّ قطاعات البناء والتجارة والنقل وغيرها من المجالات الخدمية، وأضافت مجالات الترفيه والضيافة أكبر عدد من الوظائف منذ سبتمبر 2021.
زادت كل المناطق عدد الوظائف، عدا الجنوب. وتركز ارتفاع التوظيف في الشركات التي يقل عدد موظفيها عن 250 موظفاً.
تباطؤ نمو الأجور
في غضون ذلك تباطأ نمو الأجور، إذ زادت أجور العمال الذين ظلوا في وظائفهم 6.4% بشهر يونيو مقارنة بالعام الماضي. وعلى الجانب الآخر، بلغ متوسط ارتفاع الأجر السنوي لأولئك الذين غيّروا وظائفهم 11.2%. وتجدر الإشارة إلى أن الشريحتين صعدتا بأبطأ وتيرة منذ 2021.
قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين لدى معهد الأبحاث (ADP)، في بيان: "حظيت قطاعات الخدمات التي تتعامل مباشرة مع المستهلكين، بأداء قوي في يونيو، مما أدى إلى زيادة خلق فرص العمل أكثر من المتوقع. على الجانب الآخر واصل نمو الأجور تراجعه في هذه الصناعات نفسها، ومن المحتمَل أن يكون التوظيف بلغ ذروته بعد ارتفاعه مؤخراً".
ارتفعت عوائد سندات الخزانة، وعمّقت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خسائرها بعد صدور البيانات.
ارتفاع طلبات إعانة البطالة
من جهة أخرى، أظهر تقرير منفصل صدر اليوم الخميس أن طلبات إعانات البطالة ارتفعت بمقدار 12,000 الأسبوع الماضي لتصل إلى 248 ألفاً. وانخفضت المطالبات المستمرة –التي تقيس عدد الأميركيين الذين يتلقون تلك المزايا- إلى 1.7 مليون في الأسبوع المنتهي في 24 يونيو، وهو أدنى مستوى منذ أربعة أشهر.
الزيادة الواسعة النطاق في التوظيف -المقترنة بمستوى منخفض نسبياً من طلبات إعانة البطالة- تشير إلى قوة سوق العمل في البلاد، في حين أن هناك مكامن ضعف، لا سيما في مجالَي التكنولوجيا والتمويل، تظلّ سوق العمل الأوسع قوية.
أظهر تقرير معهد الأبحاث (ADP) أن بعض القطاعات خفض الوظائف، بما في ذلك التصنيع وتكنولوجيا المعلومات والأنشطة المالية. ومن جهة أخرى انخفضت تخفيضات الوظائف، وفقاً لقياس شركة "تشالنجر، غراي آند كريسماس" (Challenger, Gray & Christmas)، في يونيو إلى ما يقرب من نصف مستواها الذي سجلته في مايو، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة 25% مقارنة بالعام السابق.
من المرتقَب أن يوفّر تقرير الوظائف الشهري المنتظر صدوره يوم الجمعة من مكتب إحصاءات العمل، والذي يتضمن أيضاً كشوف الرواتب الحكومية، مزيداً من الوضوح حيال الاتجاه الذي تسلكه سوق العمل. يتوقع الخبراء أن يُظهِر هذا التقرير أن أرباب العمل أضافوا 225,000 وظيفة في يونيو، وأن نموّ الأجور السنوي تباطأ إلى حد ما.