خفض البنك المركزي الصيني على نحو غير متوقع سعر الفائدة قصيرة الأجل، للمساعدة في تعافي الاقتصاد.
بنك الشعب الصيني خفض معدل إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام بمقدار 10 نقاط أساس إلى 1.9%، وفقاً لبيان صدر يوم الثلاثاء. كان هذا أول خفض في المعدل منذ أغسطس 2022.
من المتوقع أن تُظهر البيانات الرسمية التي ستصدر يوم الخميس أن تعافي الاقتصاد قد فقد المزيد من الزخم في مايو، مع ضعف التصنيع والاستثمار. الإنفاق الاستهلاكي، الذي ارتفع في وقت مبكر من هذا العام بعد أن خفضت الصين القيود المفروضة على تفشي الوباء، بدأ في العودة إلى وضعه الطبيعي.
"أقر صانعو السياسات أخيراً بالضعف الاقتصادي.. يجب أن يكون هناك المزيد من التخفيضات في معدل الفائدة ونسبة متطلبات الاحتياطي في النصف الثاني من عام 2023"، بحسب ميشيل لام، الخبيرة الاقتصادية في الصين الكبرى في بنك "سوسيتيه جنرال".
يأتي تخفيض سعر الفائدة يوم الثلاثاء قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة يوم غد، حيث يتوقع الاقتصاديون الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير.
واصل اليوان المتداول في الخارج التراجع، حيث انخفض بنسبة 0.3% إلى 7.1748 مقابل الدولار، بعد خفض سعر الفائدة. انخفض العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط أساس إلى 2.64%.
اقرأ أيضاً: أكبر 4 بنوك حكومية في الصين تقلص الفائدة على الدولار
ارتفعت أسهم العقارات، مع صعود مؤشر أسهم المطورين بنسبة 2.2%، فيما شهدت مؤشرات السوق الأوسع نطاقاً للصين وهونغ كونغ تقلباً.
التكهنات زادت مؤخراً بأن بنك الشعب الصيني سيخفض أسعار الفائدة، على الرغم من أنه من غير المعتاد تعديل سعر الفائدة قصير الأجل قبل سعر الفائدة على القروض لأجل عام واحد، ويُعرف هذا الإجراء باسم تسهيل الإقراض متوسط الأجل.
يعلن المركزي عن هذه الفائدة يوم الخميس، إذ توقع سبعة من الاقتصاديين الستة عشر الذين شملهم استطلاع لبلومبرغ تخفيضها. آخر مرة جرى فيها تعديل سعر الفائدة لسبعة أيام قبل معدل الفائدة متوسطة الأجل كان في مارس 2020.
"خفض أسعار الفائدة جاء أبكر قليلاً مما كان متوقعاً، قبل يوم من تحديد الفائدة متوسطة الأجل، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني قد يحاول التصرف قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتخفيف من تأثير خفض أسعار الفائدة على اليوان"، بحسب كين تشيونغ رئيس التحليل الاستراتيجي لتداول العملات الأجنبية الآسيوية في "ميزوهو بنك" بهونغ كونغ.
تعهد محافظ بنك الشعب الصيني يي غانغ الأسبوع الماضي بتكثيف "التعديلات لمواجهة التقلبات الدورية" ، وهو تحول في الخطاب قال بعض المحللين إنه يشير إلى مزيد من التيسير. كما تعهد "ببذل كل الجهود لدعم الاقتصاد الحقيقي" حيث إن انتعاش الطلب قد تأخر عن العرض.
قال سينغ زهابينغ، كبير المحللين الاستراتيجيين في الصين في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، إن قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإضافة إلى بيانات الائتمان القادمة قد يؤثران على توقيت خفض سعر الفائدة (متوسطة الأجل) من قبل بنك الشعب الصيني.
أضاف أن "بيانات مايو الائتمانية التي قد تصدر اليوم أو غداً قد تكون سيئة للغاية.. قد يكون بنك الشعب الصيني قلقاً بشأن الصدمات المحتملة في السوق ولذا فقد انتهز هذه الفرصة لمحاولة تهدئة المخاوف مقدماً".