فاجأت حكومة اليمين في إيطاليا المتشككين بإدارتها الحكيمة للاقتصاد، إذ كانت الموازنة الأولى لرئيسة الوزراء، جورجا ميلوني، حصيفة، حيث تجاوز النمو التوقعات، واستقر الفارق في العائد بين السندات الألمانية والإيطالية.
تهيمن تلك التطورات على موضوعات النقاش الرئيسية بين المشاركين في منتدى الأسواق الرأسمالية الإيطالية 2023 الذي تجريه "بلومبرغ" والذي انطلق اليوم الإثنين في ميلانو.
لطالما كانت حكومة ميلوني حريصة على وضع لمستها على الاقتصاد ولاسيما عبر تحركها مؤخراً لإعادة تعيين أو استبدال قادة بعض أكبر الشركات الحكومية. يقول المسؤولون إن روما تسعى لفرض سيطرة أكبر على قطاعات بدءاً من الاتصالات إلى الطاقة والطيران.
إيطاليا تقترض 21 مليار دولار لتمويل أولى موازنات ميلوني
مع ذلك، فالتحديات كثيرة. مثلاً، تعثرت خطة استثمار وإصلاح ممولة من الاتحاد الأوروبي وهو ما يُعرّض إيطاليا لخسارة مليارات اليورو التي حصلت عليها أثناء توافر السيولة الرخيصة، ويهدد اتفاق مثير للجدل مع الصين علاقاتها بالولايات المتحدة، وسيكون منصب محافظ البنك المركزي الهام شاغراً قريباً، وأخيراً، تنكمش القاعدة التصنيعية الإيطالية مع شيخوخة السكان، وكل ذلك يضع ديونها البالغة 2.8 تريليون يورو (3 تريليونات دولار) في خطر، وبالطبع يراقب المستثمرون الوضع عن كثب.
كان وزير المالية جيانكارلو جيورجيتي، أول المتحدثين بين الضيوف اليوم، جاء بعده الرئيس التنفيذي لـ"يونيكريديت"، أندريا أورسيل.
إلى متى يمكن أن تظل السندات الإيطالية رائجة؟
التطورات الرئيسية:
- رئيسة الوزراء ميلوني أمامها خمسة أشهر لإيجاد رئيس جديد لبنك إيطاليا ليحل محل إيغنازيو فيسكو. لا يوجد حالياً خيار واضح لكن إذا كان التاريخ يقدم أي دليل فسيسبق الإعلان عن المرشح، صيفٌ مليء بالتكهن والفضول.
- ميلوني يتعين عليها بعد اتخاذ قرار نهائي حيال دور إيطاليا المثير للجدل في برنامج الحزام والطريق الصيني بعد أن أشارت إلى نية الانسحاب. تجاوزت صادرات إيطاليا للصين 16 مليار يورو العام الماضي، فهل يمكن أن تواجه انتقاماً من بكين إذا انسحبت؟
- حكومتها نجحت في مجال واحد فشل فيه مجموعة من أسلافها ألا وهو إيجاد حل لعقود من الدعم المكلف لشركة الخطوط الجوية الوطنية الإيطالية، "أليطاليا" (Alitalia)، والمسماة الآن "آي تي إيه إيروايز" (ITA Airways). ستشتري "لوفتهانزا" الألمانية 41% منها ولديها خيار شراء شركة الطيران بالكامل.
- روما منحت فترة أخرى لوظيفة واحدة فقط من الوظائف العليا في الشركات التي تسيطر عليها الدولة في ظل سعيها لإعادة تشكيل قيادة الأعمال في إيطاليا. يذكر أن حكومة ميلوني رشحت فلافيو كاتانيو، لتولي منصب الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "إينيل" (Enel SpA)، وحلت بذلك خلاف داخل الائتلاف.
- إيطاليا أعلنت أنها ستؤسس صندوقاً سيادياً لتوجيه الأموال للشركات التي تعتبرها استراتيجية، ما يدعم رؤية ميلوني المتعلقة بتعزيز الإنتاج المحلي وتأمين سلاسل التوريد.
- في مايو، رفع بنك "يونيكريديت" مستهدف أرباحه للعام بأكمله وقال إنه سيعزز توزيعات الأرباح بعد زيادة في الإقراض حقق بفضلها أفضل أرباحٍ في ربع أول على الإطلاق. أيضاً، زاد البنك المنافس "إنتيسا سان باولو" مستهدف الأرباح بعد أن صعد الدخل من الإقراض بأرباحه الفصلية. تحدث الرئيس التنفيذي لـ"يونيكريديت"، أورسيل، عن ذلك اليوم.
- القيمة السوقية لشركة "فيراري" المصنعة للسيارات فائقة السرعة تجاوزت قيمة شركة "ستيلانتس" - التكتل الذي يضم شركتها الأم سابقاً (فيات) - صمد الطلب على السيارات الفاخرة بشكل جيد، وهو تناقض صارخ مع فقدان منتجي السيارات العادية لقوة التسعير. وقد تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "فيراري"، بينيديتو فيجنا، عن ذلك اليوم.
- الرئيسة التنفيذية، كريستينا سكوتشيا، تولت قيادة "إيلي كافيه" (Illycaffe) في يناير، وكُلفت بإعداد شركة القهوة لطرح عام أولي بحلول 2026، في نيويورك أو ميلانو على الأرجح. تقدر قيمة الشركة المملوكة لعائلة بأكثر من مليار يورو. تحدث سكوتشيا عن ذلك اليوم.