ضعف الانتعاش الاقتصادي في الصين خلال مايو حيث استمر نشاط التصنيع في التراجع، ما دفع المستثمرين إلى التخلص من الأسهم ودعوا إلى مزيد من إجراءات التحفيز لتعزيز النمو.
قال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأربعاء إن مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي انخفض إلى 48.8 نقطة، وهو أدنى قراءة منذ ديسمبر 2022 وأقل من متوسط التقدير البالغ 49.5 نقطة في استطلاع أجرته بلومبرغ للاقتصاديين. تشير القراءة التي تقل عن 50 نقطة إلى الانكماش عن الشهر السابق.
انخفض مؤشر النشاط غير الصناعي في قطاعي الخدمات والبناء إلى 54.5 نقطة من 56.4 نقطة في الشهر السابق، وهو أقل من التوقعات أيضاً.
تؤكد البيانات أن تعافي الاقتصاد هدأ في الربع الثاني بعد موجة من النشاط الاستهلاكي في وقت مبكر من العام. تتزايد الدعوات لمزيد من إجراءات التحفيز، مثل تخفيض أسعار الفائدة، حيث يتجه المستثمرون أكثر نحو الهبوط بشأن توقعات النمو. ظلت الصادرات ضعيفة، وتلاشى الانتعاش في سوق العقارات، وتضررت الشركات بسبب انخفاض الأرباح.
قال هو ووي تشن، الخبير الاقتصادي في "يونايتد أوفرسيز بنك ليمتد" في سنغافورة: "يُضاف هذا إلى المؤشرات الصادرة منذ أبريل التي تشير إلى أن زخم الانتعاش الاقتصادي استمر في التباطؤ.. سيكون هناك ضغط لزيادة دعم السياسة النقدية في ضوء التضخم المحلي الضعيف".
اقرأ أيضاً: الأسهم الصينية تتراجع 20% عن ذروة هذا العام مع انتشار التشاؤم
اضطراب الأسواق
تعرضت الأسواق المالية للاضطراب بسبب التعافي المتعثر في الصين. انخفض مؤشر أسهم الشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 2% يوم الأربعاء ليكون الأسوأ أداء في المنطقة. تراجع اليوان المتداول في الخارج بنسبة 0.38% إلى 7.1182 مقابل الدولار اعتباراً من الساعة 10:10 صباحاً بالتوقيت المحلي، ليوسع خسارته في مايو إلى 2.7%، وهي أكبر نسبة في ثلاثة أشهر.
تراجعت العقود الآجلة للنحاس في لندن، تاركة المعدن معرضاً لأسوأ خسارة شهرية له منذ ما يقرب من عام. أدى الانكماش الحاد في مؤشر مديري المشتريات للصلب في الصين، والذي سجل قراءة 35.2 فقط، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2022، إلى انخفاض خام الحديد في سنغافورة بنسبة تصل إلى 3.3%، مما زاد من تراجع صناعة الصلب إلى ما دون 100 دولار للطن.
يعد تباطؤ النمو في قطاع الخدمات، مع انخفاض المؤشر إلى 53.8 نقطة هذا الشهر من 55.1 نقطة في أبريل، علامة مقلقة أخرى، نظراً لأنه كان المحرك الرئيسي لتعافي الاقتصاد هذا العام بالإضافة إلى كونه مزوداً رئيسياً للوظائف، خاصة بالنسبة للشباب.
كان المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة للخدمات أقل من 50 نقطة، "ما يشير إلى وجود فجوة في جانب الطلب"، كما قال شينغ تشوبنغ، كبير المحللين الاستراتيجيين في الصين في مجموعة "أستراليا ونيوزيلندا بانكينغ". وأشار إلى أن تباطؤ النمو سيضع ضغطاً على بطالة الشباب، والتي هي بالفعل في مستويات قياسية.