الرئيس الحالي يحاول الحصول على فترة جديدة بعد قيادة البلاد لعشرين عاماً

لماذا تشكل الانتخابات التركية اختباراً كبيراً لأردوغان؟

أشخاص يمرون أمام ملصق انتخابي يظهر صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول. - المصدر: بلومبرغ
أشخاص يمرون أمام ملصق انتخابي يظهر صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يسعى رجب طيب أردوغان، الرئيس الأطول عهداً في تركيا الذي يتمتع بسلطة شبه مطلقة، للحصول على فترة أخرى في الانتخابات الرئاسية، مع تفوق حزبه في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في 14 مايو المقبل. ويشكل الأمر اختباراً كبيراً لأردوغان، الذي قاد البلاد لمدة 20 عاماً، إذ يواجه أوسع تجمع لأحزاب المعارضة على الإطلاق.

تأتي الانتخابات فيما تواجه تركيا أزمة في تكلفة المعيشة، وتكافح من أجل التعافي من آثار الزلازل الكارثية التي أثارت انتقادات حول استجابة الحكومة لها. وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ستكون شديدة للغاية، أضاف أردوغان حزبين إسلاميين هامشيين إلى تحالفه الانتخابي.

1) ما أهمية الانتخابات التركية؟

تمتد تركيا بين آسيا وأوروبا وتتحكم بالمرور إلى البحر الأسود، وتتمتع بموقع استراتيجي، كما أن لديها ثاني أكبر جيش بين دول حلف الناتو بعد الولايات المتحدة. لكن هذا التحالف تعرض لتوترات بسبب شراء حكومة أردوغان لنظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400"، إضافة إلى اعتراضاتها المستمرة على انضمام السويد إلى الناتو. لكن خصوم أردوغان تعهدوا بتحسين العلاقات مع حلفاء تركيا التقليديين في الغرب، والتخلص من الاستبداد الذي اتسم به حكمه.

2) ما التحديات التي يواجهها أردوغان؟

لا يزال أردوغان السياسي الأكثر شعبية في تركيا. لكن في ظل التدهور السريع للقوة الشرائية في البلاد، فقدَ حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الدعم. ونادراً ما وحدت أحزاب المعارضة التركية استراتيجيتها في الماضي، لكن هذه المرة يواجه أردوغان تحدياً خطيراً من كتلة معارضة مؤلفة من ستة أحزاب. علاوة على ذلك، تأتي الانتخابات في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد في فبراير وخلفت أكثر من 50 ألف قتيل. واتهم الناجون وأحزاب المعارضة الحكومة بعدم الاستجابة لكارثة الزلزال بالشكل المناسب.

3) لماذا ارتفعت الأسعار بشدة في تركيا؟

تُعَدّ أزمة تكلفة المعيشة الحالية الأسوأ منذ عقدين، وأثرت بشكل خاص في الفقراء، الذين كانوا من أشد مؤيدي أردوغان. تباطأ معدل التضخم في تركيا إلى 50.5% في مارس الماضي، بعدما وصل إلى ذروته منذ 24 عاماً عند 85.5% في أكتوبر. وأدت الاضطرابات التي أحدثها الوباء والحرب في أوكرانيا إلى زيادة التضخم في عديد من الدول. كما ساهمت وجهات نظر أردوغان الاقتصادية غير التقليدية في زيادة حدة المشكلة في تركيا. فرغم أن عديداً من البنوك المركزية رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، فإن أردوغان يتخذ موقفاً غير تقليدي ويرى أن زيادة سعر الفائدة ذات تأثير عكسي. وتحت ضغط منه، خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة، فيما يؤدي التضخم المزمن إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين حتى بعدما زادت الحكومة بشكل كبير معاشات التقاعد، وأجور موظفي الخدمة المدنية، والحد الأدنى للأجور.

4) من ينافس أردوغان على الرئاسة؟

رشح التحالف السداسي كمال كليجدار أوغلو، زعيم أكبر أحزابه، لمنصب الرئاسة. وأشار حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد إلى أنه سيدعمه، ولم يقدم مرشحه. يحتاج المرشحون لمنصب الرئيس إلى أكثر من 50% من الأصوات للفوز بالجولة الأولى، وإلا سيضطرون إلى الدخول في جولة الإعادة بعد أسبوعين.

ويُحتمل أن تصل الانتخابات إلى جولة الإعادة، إذ يُرجّح أن تنقسم أصوات المعارضة بسبب مرشح يمين الوسط، محرم اينجه، وهو حليف سابق لكليجدار أوغلو. أما المرشح الأخير فهو سنان أوغان المدعوم من مجموعة من الأحزاب القومية.

5) ما الأحزاب الإسلامية الداعمة لأردوغان؟

وسّع أردوغان، الذي اشترك حزبه بالفعل مع حزب الحركة القومية الأصغر حجماً في أواخر مارس الماضي، تحالفه ليشمل حزبين إسلاميين هامشيين. الأول "هدى بار"، الذي يرغب في قطع العلاقات مع إسرائيل، ومنع السويد من الانضمام إلى الناتو لأن ناشطاً أحرق مصحفاً في ستوكهولم خلال يناير الماضي. أسس "هدى بار" أشخاص مرتبطون بجماعة مسلحة موالية للأكراد تسمى "حزب الله"، لا علاقة لها بالجماعة اللبنانية التي تحمل الاسم نفسه. أما الحليف الجديد الآخر لأردوغان فهو حزب الرفاه الجديد، الذي يديره نجل أول رئيس وزراء إسلامي في البلاد ومعلم أردوغان السابق نجم الدين أربكان. يسعى هذا الحزب إلى تطبيق نظام تعليمي يعطي العلوم الدينية الأولوية بقدر المعارف الأخرى.

6) ما توقعات الانتخابات البرلمانية؟

تشير استطلاعات الرأي إلى أن تحالف أردوغان قد يكافح للحفاظ على الأغلبية البرلمانية التي فاز بها حزبه وحزب الحركة القومية في الانتخابات الأخيرة في 2018. وقد يؤدي ذلك إلى تعليق البرلمان، مما قد يمنح مجموعة مؤيدة للأكراد، وهي "اليسار الأخضر"، تأثيراً كبيراً في عملية صنع القرار.

على الجانب الآخر، يواجه حزب الشعب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر حزب حالياً في البرلمان، حظراً محتملاً على خلفية اتهامات بصلاته بالمسلحين الأكراد الانفصاليين، وقرر وضع مرشحيه البرلمانيين على قائمة "اليسار الأخضر". تعرّض الحزب لحملة تضييق من الدولة منذ 2015، بعدما أدت انتصاراته الانتخابية إلى فقدان حزب أردوغان هيمنته على البرلمان لفترة وجيزة.

7) معلومات أخرى عن الانتخابات

في تركيا أكثر من 64 مليون شخص مؤهلين للتصويت، منهم نحو 5 ملايين شخص ينتخبون لأول مرة. وتضم هذه المجموعة عديداً من الشباب المحبطين الذين يلومون أردوغان على الأزمات الاقتصادية والمحسوبية المنتشرة في الحكومة. ستفتح صناديق الاقتراع في الساعة 8 صباحاً وتنتهي في الساعة 5 مساء. وفي 14 مايو ستُعلن النتائج الأولية بعد رفع هيئة مراقبة الانتخابات في البلاد حظر النشر، ويكون ذلك عادة بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع. كما سيُضاف 47500 ناخب جديد إلى جمهور الناخبين قبل 28 مايو، وهو التاريخ المحدد في حال وجود جولة إعادة لانتخابات الرئاسة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك