لم تتغير العقود الآجلة للأسهم الأميركية كثيراً بعد أن حققت المؤشرات الرئيسية مكاسب في تداولات ضعيفة قبل عطلة نهاية الأسبوع التي ستستمر ثلاثة أيام، والتي يتخللها الإعلان عن تقرير مهم عن الوظائف. وشهد الين تذبذباً بعد انخفاضه مقابل الدولار للمرة الأولى هذا الأسبوع يوم الخميس.
في حين أنَّ معظم المنطقة الآسيوية بما في ذلك أستراليا وهونغ كونغ وسنغافورة مغلقة بسبب العطلات؛ كانت الأسواق المالية في اليابان والبر الرئيسي للصين مفتوحة. ارتفع مؤشر "توبكس" الياباني، منهياً تراجعاً استمر يومين، كما ارتفعت الأسهم في الصين. وأغلب الأسواق الأوروبية مغلقة أيضاً اليوم.
اقرأ أيضاً: الأسهم الأميركية ترتفع أملاً في صدور تقرير مناسب عن سوق العمل
أسواق الأسهم أيضاً مغلقة في الولايات المتحدة يوم الجمعة، على الرغم من أنَّ الحكومة ستصدر تقرير الوظائف الذي سيبحث فيه المتداولون عن أدلة على تحرك أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تتداول العقود الآجلة للأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية وتغلق في الساعة 9:15 صباحاً في نيويورك، بعد 45 دقيقة من ظهور بيانات الوظائف. تتداول سندات الخزانة الأميركية كالمعتاد في طوكيو، وستغلق خلال ساعات التداول في لندن، ثم يعاد التداول عليها في السوق الأميركية في جلسة قصيرة في نيويورك. من المتوقَّع أن يستأنف التداول حوالي الساعة 6 صباحاً في نيويورك.
أنهى مؤشر "إس أند بي 500" للتو أسبوعه الأول من الخسائر خلال شهر، إذ أثارت مجموعة من البيانات الاقتصادية القلق من أنَّ الاقتصاد الأميركي يتجه نحو الركود.
أظهرت البيانات يوم الخميس أنَّ طلبات إعانة البطالة تجاوزت التقديرات الأسبوع الماضي، بعد يوم من تقرير الوظائف الخاصة الذي أشار إلى تباطؤ التوظيف بأكثر من المتوقَّع.
كان التداول على أسهم "إس أند بي 500" أقل بنسبة 20% من متوسط 30 يوماً يوم الخميس، إذ امتنع المتداولون عن الرهانات الكبيرة قبل بيانات الوظائف وعطلة نهاية الأسبوع الطويلة.
ما زالت التوقُّعات قوية بأن يُظهر تقرير الوظائف تباطؤ التوظيف إلى 230 ألف وظيفة في مارس، واقتراب معدل البطالة من أدنى مستوى تاريخي. وبما أنَّ المستثمرين قد قاموا بتسعير بدء تخفيض أسعار الفائدة بقوة هذا العام؛ فإنَّ الإعلان عن معدلات وظائف أعلى من المتوقَّع من شأنه أن يقوّض تلك التوقُّعات، في حين أنَّه إذا ما جاءت المعدلات دون التوقُّعات، فهذا من شأنه أن يزيد المخاوف بشأن الهبوط الحاد للاقتصاد، وفقاً لتوم إساي، المتداول السابق في ميريل لينش، الذي أسس النشرة الإخبارية "ذا سيفن ريبورت" (The Sevens Report).
انتعشت الأسهم الأميركية من خسائرها المبكرة يوم الجمعة بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد إنَّه لا يعتقد أنَّ شروط الائتمان الأكثر تشدداً الناجمة عن الاضطرابات المصرفية الأخيرة ستدفع الاقتصاد إلى الركود. في غضون ذلك، حذّر صندوق النقد الدولي من أنَّ توقُّعاته للنمو الاقتصادي العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة هي الأضعف منذ أكثر من ثلاثة عقود، وحث الدول على تجنّب الانقسام الاقتصادي الناجم عن التوترات الجيوسياسية واتخاذ خطوات لتعزيز الإنتاجية.
أسواق المال
بلغت السيولة المتراكمة في صناديق أسواق النقد مستوى قياسياً جديداً في الأسبوع الماضي، على الرغم من تباطؤ التدفقات النقدية عن الوتيرة السريعة الأخيرة. جرى ضخ حوالي 49.1 مليار دولار في صناديق أسواق النقد الأميركية في الأسبوع المنتهي في 5 أبريل، ليصل إجمالي الأصول إلى 5.25 تريليون دولار وهو مستوى غير مسبوق، وفقاً لبيانات من "إنفستمنت كومبني إنستيتيوت".
كانت صناديق أسواق النقد تجني الأموال مؤخراً. في البداية، كان الكثير من هذا التدفق مدفوعاً بمعدلات فائدة أكثر جاذبية، لكنَّ القلق بشأن بعض البنوك الصغيرة ساعد في زيادة جاذبيتها خلال الشهر الماضي.