الأرقام تكشف أن الاستهلاك ما زال قوياً وسيواصل قيادة التعافي الاقتصادي

نشاط قطاع الخدمات في الصين يصل لأعلى مستوى منذ أكثر من عامين

سيدة تسحب كيساً من القماش في أحد شوارع غوانزو في الصين  - المصدر: بلومبرغ
سيدة تسحب كيساً من القماش في أحد شوارع غوانزو في الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسارع نشاط الخدمات في الصين خلال مارس الماضي، وفق ما كشفه استطلاع خاص، مما عزز التوقُّعات بأنَّ الطلب القوي سيدعم التعافي الاقتصادي العام الحالي.

أوضحت شركتا "كايشين" (Caixin) و"ستاندرد آند بورز غلوبال" في بيان اليوم الخميس أنَّ مؤشر "كايشين تشاينا" لمديري مشتريات الخدمات في الصين بلغ 57.8 نقطة خلال مارس الماضي، مسجلاً أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2020، متجاوزاً توقُّعات الاقتصاديين بأن يحقق نفس قراءة شهر فبراير الماضي البالغة 55 نقطة.

تدل أي قراءة فوق مستوى 50 نقطة على نمو المؤشر، بينما يعني تسجيل أقل من ذلك الانكماش.

قطاع الخدمات

أشار تشو هاو، كبير الاقتصاديين بشركة " غوتاي جونان انترناشيونال هولدينغز "، إلى أنَّ أرقام قطاع الخدمات المرتفعة تظهر أنَّ "الاستهلاك ما يزال قوياً وسيواصل قيادة التعافي الاقتصادي".

أظهر التحسّن الاقتصادي في الصين علامات مشجعة خلال الأسابيع الماضية، إذ تسارع نمو مؤشرات النشاط الرسمية، وزادت مبيعات المنازل خلال مارس الماضي للشهر الثاني.

وتتوقف توقُّعات النمو للسنة الجارية بشكل رئيسي على قدرة ثقة الأسر والشركات على مواصلة تحسّنها، بالإضافة إلى مدى اعتماد التعافي على التحسّن المستدام في الوظائف والدخل والطلب.

يركز استطلاع رأي "كايشين" على الشركات الصغيرة مقارنة بمؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الرسمي، والذي قفز الأسبوع الماضي إلى 56.9 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه. وتخطى المؤشر الرسمي الإجمالي للأنشطة غير الصناعية، الذي يقيس نشاط قطاع الخدمات والبناء، مستوى 58.2 نقطة، الذي يُعدّ الأعلى منذ مايو 2011.

" أطلق إنهاء قيود سياسة صفر كوفيد العنان للتعافي الاقتصادي، لكن التحسّن غير مكتمل. ما زلنا نتوقع أن يرتفع معدل نمو اقتصاد الصين ويتجاوز هدف الحكومة المتحفظ البالغ 5% في 2023، لكن ينبغي أن تتحسن الثقة. ويبدو أن الأسر والشركات تتردد حيال وضع ثقة كبيرة في تحوّل نهج الحكومة مؤخراً في صالح القطاع الخاص، برغم أنه لم يعد عليهم القلق من إغلاقات كوفيد". - تشانغ شو وإريك تشو، اقتصاديّان

رأي "بلومبرغ إيكونوميكس"

العرض والطلب

قال وانغ تشي، كبير الاقتصاديين في "كايشين إنسايت غروب" (Caixin Insight Group)، في بيان مصاحب لبيانات مؤشر "كايشين": "ارتفع حجم العرض والطلب بقطاع الخدمات سريعاً الشهر الماضي، وعادت السوق لطبيعتها بسرعة في أعقاب تراجع حدة موجة إصابات كوفيد الأخيرة، مما عزز من العرض والطلب".

هناك تحسّن في العديد من المؤشرات الفرعية باستطلاع "كايشين" خلال مارس الماضي، في ظل ارتفاع مؤشري نشاط الأعمال وإجمالي الشركات الجديدة لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2020.

أشارت "كايشين" في بيانها إلى أنَّ مؤشر طلبات التصدير الجديدة سجل أفضل أداء منذ أن بدأت تتبع البيانات، في سبتمبر 2014، بفضل تخفيف قيود السفر الدولية.

ثقة المستهلكين

في إشارة أخرى لمسار التعافي الاقتصادي، كشف استطلاع رأي أجراه البنك المركزي الصيني نُشر الأسبوع الحالي أنَّ المستهلكين الصينيين أبلغوا عن زيادة دخولهم للمرة الأولى منذ عام.

بلغ مؤشر معنويات الدخل التابع لبنك الشعب الصيني- وهو مقياس يوضح ما إذا كان دخل الأسرة قد ارتفع - مستوى 50.7 نقطة بالربع الأول من السنة، متجاوزاً عتبة 50 نقطة التي تدل على النمو. تستند هذه البيانات لاستطلاع رأي شارك فيه 20 ألف مودع عبر أنحاء البلاد كافة.

برغم ذلك، ما زال مستوى المؤشر أقل من معدلات ما قبل الوباء، مما يدل على أنَّ التعافي الاقتصادي بحاجة لدعم أكثر على صعيد السياسة المالية. وفي حين كانت تجربة الأسر بسوق العمل أفضل مقارنة بالربع السابق؛ ظل مؤشر استطلاع بنك الشعب الصيني أقل من 50 نقطة، مما يعني تدهور التوقُّعات بشكل عام.

ما تزال توقُّعات سوق العمل ضعيفة أيضاً. كشف مؤشر مديري المشتريات الرسمي للتوظيف لشهر مارس الصادر الأسبوع الماضي انكماشاً في معنويات التوظيف لدى الشركات.

مؤشر الربحية

في إطار منفصل، تراجع مؤشر ربحية الشركات التابع لبنك الشعب الصيني، في استطلاع رأي شمل 5 آلاف شركة، لأضعف مستوياته منذ بداية وباء كورونا خلال 2020.

كتب خبراء اقتصاد في "إتش إس بي سي هودلينغز" بوقت سابق في مذكرة للعملاء حول بيانات مؤشر مديري المشتريات: "في ظل ضغوطات سوق العمل المتواصلة، سيحتاج صناع القرار لتقديم دعم أقوى على صعيد السياسة المالية".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك