أظهر مسح خاص أن نشاط التصنيع في الصين تراجع بشكل غير متوقع في مارس، ليقود انخفاضاً في مؤشر نشاط المصانع في جميع أنحاء آسيا مع قتامة آفاق الاقتصاد العالمي.
تراجع مؤشر "كايكسين" لمديري المشتريات التصنيعي في الصين، والذي يغطي بشكل أساسي الشركات الصغيرة والموجهة نحو التصدير، بشكل طفيف الشهر الماضي مع انخفاض كل من الطلبات الجديدة والإنتاج، مسجلاً قراءة 50 نقطة وهي النقطة الفاصلة بين التوسع والانكماش.
أظهرت مؤشرات مديري المشتريات للمصانع في جميع أنحاء آسيا تناقضاً بين الشمال والجنوب في مارس. فقد بقيت كل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان في منطقة الانكماش، بينما بقيت الكثير من المصانع في جنوب شرق آسيا في توسع، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ أو متغيرة قليلاً عن الشهر السابق، وفقاً لـتقارير مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن "إس آند بي غلوبال" يوم الاثنين.
تشهد قوى التصدير الآسيوية طلباً ضعيفاً وسط توقعات اقتصادية عالمية محفوفة بارتفاع التضخم وتكاليف الاقتراض وتزايد مخاطر الركود. في الوقت الذي تتعامل فيه اقتصادات شمال آسيا أيضاً مع المخاطر الجيوسياسية والتقلبات في صناعة أشباه الموصلات.
في الصين، تُظهر أحدث المؤشرات أن الانتعاش بعد إعادة الافتتاح تقوده بشكل أساسي القطاعات غير التصنيعية، ولا سيما إنفاق المستهلكين على الخدمات والانتعاش في قطاع البناء.
كان مؤشر "كايكسين"، الذي كان أقل من 51.6 لشهر فبراير ومتوسط 51.4 في استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين، أضعف أيضاً من مؤشر مديري المشتريات الرسمي للتصنيع، الذي صدر يوم الجمعة. حيث أظهر المؤشر توسعاً في نشاط التصنيع في مارس، وإن كان بوتيرة أبطأ قليلاً من الشهر السابق. فيما أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي أن المؤشر غير التصنيعي قفز إلى أعلى مستوى في أكثر من عقد.
ماذا يقول خبراء اقتصاد بلومبرغ؟
- الانخفاض الأكبر من المتوقع في شهر مارس لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي من "كايكسين" يعزز وجهة نظرنا بأن تعافي الصين بعد الخروج من صفر كوفيد لا يزال غير مكتمل. لا يبدو أن الدوافع الرئيسية للنمو - الإنفاق على الخدمات والاستثمار الحكومي - تعزز الشركات الصغيرة والمصدرين الذين تم تتبعهم في مسح "كايكسين". - ديفيد كو، خبير اقتصادي صيني.
قال وانغ زهي، كبير الاقتصاديين في مجموعة "كايكسين إنسايت" في البيان المصاحب للإصدار، إن قراءة مؤشر مديري المشتريات أشارت إلى وجود علامات على ضعف انتعاش الصين.
وقال: "أساس الانتعاش الاقتصادي ليس متيناً بعد.. فقط من خلال العمل الجاد لتحقيق الاستقرار في التوظيف وزيادة دخل الأسرة وتحسين توقعات السوق، يمكن للحكومة أن تصل إلى هدفها المتمثل في استعادة وتوسيع الاستهلاك".
بلغ مؤشر مديري المشتريات الياباني 49.2 نقطة في مارس من 47.7 في الشهر السابق. بينما تراجعت كوريا الجنوبية إلى 47.6 من 48.5 نقطة، وهو الأسوأ منذ سبتمبر.
أظهرت بيانات يوم الجمعة أن مؤشر التصنيع في تايوان ظل في منطقة الانكماش - أقل من 50 - في مارس، وانخفض إلى 48.6 من 49 نقطة في الشهر السابق.
كانت هناك نظرة أكثر إشراقاً في جنوب شرق آسيا، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات في إندونيسيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، إلى 51.9 من 51.2، وهو أفضل قراءة منذ سبتمبر. بينما تراجعت تايلاند والفلبين بشكل طفيف مع الاستمرار في منطقة التوسع. وتراجعت فيتنام إلى الانكماش بقراءة عند 47.7 من 51.2 نقطة، بينما سجلت ماليزيا انكماشاً طفيفاً بوصول المؤشر إلى 48.8 نقطة.
قالت مريم بالوش، الخبيرة الاقتصادية في "إس آند بي غلوبال"، بالنسبة لجنوب شرق آسيا، "ظل التفاؤل قوياً في جميع أنحاء المنطقة، ومع انحسار الضغوط التضخمية وسلسلة التوريد، فإن هذا يبشر بالخير لتعافي القطاع".