يتعين على الصين أن تحقق مستوى أفضل من التوازن بين التنمية والأمن، حسبما ذكرت الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي في تعليقٍ ردّدت فيه دعوة سابقة أطلقها الرئيس شي جين بينغ انتقد خلالها أيضاً الجهود الأميركية الرامية إلى احتواء الدولة الآسيوية.
قالت صحيفة "الشعب اليومية": "علينا أن ندرك أن التنمية في الصين أمام فرص وتحديات استراتيجية في الوقت الذي تزايدت فيه حالات عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ". وأضافت: "يجب علينا التنسيق بين التنمية والأمن بشكل أفضل، وأن نولي اهتماماً منصفاً لكليهما، وأن نضع ركيزة الأمن في الاعتبار بشكل أكبر ونحن نمضي في مسيرة التنمية".
كان "شي" قد دعا القطاع الخاص، خلال مؤتمر الشعب الوطني في الصين، إلى المساعدة في التغلب على جهود "الاحتواء الشامل والقمع التي تمارسها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة". وفي خطابه الذي ألقاه في ختام المؤتمر يوم الإثنين الماضي، قال الرئيس الصيني إن الأمن هو "أساس التنمية"، وإن الاستقرار هو "الشرط الرئيسي للازدهار".
استغل "شي" الجلسة البرلمانية السنوية لتشديد قبضة الحزب على الحكومة، وشكّل لجاناً قوية للإشراف على كل شيء، من الأسواق المالية إلى العلوم والتكنولوجيا والاستقرار الاجتماعي.
في الوقت الذي يتعافى فيه اقتصاد الصين بوتيرة متباطئة من الجائحة والركود القياسي الذي ضرب قطاع العقارات، تتهاوى آفاق نموها على المدى الطويل وسط ظروف معاكسة ومزمنة، مثل شيخوخة السكان وانخفاض الإنتاجية الإجمالية. يأتي ذلك فيما تزداد حدة التوترات مع الولايات المتحدة، الأمر الذي يلقي بظلاله على آفاق التجارة الخارجية والابتكار.
تستغلّ واشنطن بشكل متزايد قيود التصدير والعقوبات وغيرها من الإجراءات العقابية لمنع الصين من الحصول على التكنولوجيا التي يمكن أن تمنحها ميزة اقتصادية وعسكرية، لا سيما في أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
بدائل وجهود التصدي للاحتواء الأميركي
أثارت الولايات المتحدة الجدل عندما أدرجت في القائمة السوداء جميع الشركات ومعاهد البحوث الصينية الأكثر تقدماً في مجالات متنوعة، من الرقائق والحوسبة الفائقة إلى التقنية السحابية واستخلاص البيانات. ويحظر على الشركات الوطنية الصينية البارزة عليها الوصول إلى التقنيات الأميركية، بما في ذلك "هواوي تكنولوجيز" (Huawei Technologies)، و”سيميكوندوكتور مانيوفاكتشرينغ انترناشيونال (Semiconductor Manufacturing International Corp)، ومؤخراً مجموعة "إنسبور" (Inspur).
من جانبه، قال رين زينغفاي، مؤسس "هواوي تكنولوجيز" الصينية العملاقة للتكنولوجيا، إن الشركة وجدت بدائل لأكثر من 13 ألف مكون وما يزيد عن 4 آلاف لوحة دوائر استهدفتها العقوبات الأميركية، وفقاً لخطابه في اجتماع فبراير الذي نشرته جامعة "شنغهاي جياو تونغ" (Shanghai Jiao Tong) يوم الجمعة الماضي.
كانت "بلومبرغ" قد أفادت أن الولايات المتحدة تعمل على مراجعة التراخيص الحالية لتصدير مكونات إلى "هواوي" حيث تدرس إدارة "بايدن" فصل الشركة عن جميع مورديها الأميركيين.
من جهته، قال لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) في أول اجتماع موسّع للمجلس، يوم الجمعة، إن تكثيف الجهود لتطوير التقنيات الأساسية سيكون أحد الأولويات القصوى للحكومة هذا العام، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة الأنباء "شينخوا".
كذلك تعهّد "لي" بتعميق إصلاحات الشركات المملوكة للدولة، والتوسع في الاقتصاد الخاص، وتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية، ونزع فتيل المخاطر الكبرى، وضمان الأمن الغذائي، والدفع من أجل إحراز تقدم على صعيدي الكربون المحايد ومكافحة "كوفيد".
