مرّ عام على الحرب الروسية الأوكرانية، ولم يهدأ العالم منذ اندلاعها، وطال تأثيرها الشرق والغرب. فرضت أوروبا والولايات المتحدة عقوبات على روسيا وما زال في جعبتهما المزيد لوقف تمويل آلة الحرب الروسية.
استجاب الاقتصاد للعقوبات، وإن كان أقل من المستوى المتوقع. وسجل الناتج المحلي الإجمالي لروسيا خلال العام الماضي ثاني أسوأ أداء خلال 14 عاماً.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة ترفع الرسوم الجمركية على المعادن الروسية
فقدت روسيا 54.2 مليار دولار من احتياطياتها النقدية منذ بدء الحرب، ومن المرجح أن يتراجع مخزونها من العملات الأجنبية خلال الفترة المقبلة مع تشديد قبضة العقوبات.
رغم تراجع الاحتياطيات من النقد الأجنبي في خزائن روسيا، إلا أنها لا تزال مرتفعة، وساهمت في دعم الروبل الذي ارتفع بنسبة تقارب 9% العام الماضي. ساهمت إجراءات روسيا المتمثلة في إجبار "الدول غير الصديقة" على الدفع بالروبل مقابل الغاز والنفط في دعم موقف عملتها.
ثلاث دول أوروبية كانت من أكبر مستوردي النفط من روسيا على مدار العام الماضي، إلا أن الصين كانت أكبر مُستقبِل للخام الروسي ودفعت مقابل ذلك 51 مليار يورو.
أسعار النفط الروسي تراجعت على نحو ملحوظ خلال العام الماضي، وكان الأكثر تأثراً خام الأورال المنقول بحراً خاصة بعد تطبيق السقف السعري الذي تم الاتفاق عليه من قبل مجموعة الدول السبع الصناعية وأستراليا والاتحاد الأوروبي في الخامس من ديسمبر الماضي.
تراجعت صادرات الغاز الروسية، بعدما استغنت أوروبا خلال العام الماضي عن غاز موسكو. دعمت أميركا أوروبا بشحنات من الغاز المسال، كما ساهم الطقس المعتدل في الشتاء في تراجع استهلاك الغاز بأوروبا.
تداعيات الحرب طالت التجارة مع أغلب الشركاء التجاريين لروسيا. كانت تركيا وإيطاليا وبولندا من الدول الرئيسية التي زادت حجم تجارتها مع روسيا العام الماضي.
العقوبات على روسيا، كانت تستهدف في الأساس مليارديرات روسيا أو ما يعرفون باسم "الأوليغارشية".
منذ بدء الحرب، فقد نحو 20 منهم ما يصل إلى 63 مليار دولار.
بالطبع، كان اقتصاد أوكرانيا الأكثر تأثراً من تداعيات الحرب إذ انكمش الناتج المحلي للدولة بأكثر من 30% العام الماضي.
بخلاف حصار الموانئ الذي فرضته روسيا لمنع تصدير سلع أوكرانيا، كانت خسائر البنية التحتية متفاقمة ووصلت إلى 138 مليار دولار.
مساعدات عسكرية وإنسانية ومالية، حصلت عليها أوكرانيا لمواجهة الحرب وتداعياتها، بلغت قيمتها الإجمالية 113 مليار دولار، كان أكبرها من الاتحاد الأوروبي.
نيران الحرب طالت الكثيرين، خاصة الدول المستوردة للسلع الأساسية، مثل مصر التي كانت عملتها من أكبر الخاسرين أمام الدولار في العام الأول من الحرب الروسية الأوكرانية.