يخطط مطار دبي لضخ استثمارات "كبيرة" خلال العام الجاري، إذ يتجه نحو استعادة مستويات زخم السفر التي اعتاد عليها ما قبل كورونا.
لم يتعاف المطار بالكامل من تداعيات الجائحة، فرغم النمو المطرد في عدد المسافرين خلال العام الماضي، إلا أنه ظل دون مستويات ما قبل كورونا بنحو 20 مليون مسافر.
ارتفعت حركة المسافرين السنوية إلى نحو 66 مليون مسافر خلال عام 2022 في مطار دبي الدولي، الذي يعد من أزحم مطارات العالم بزيادة قدرها 127% عن عام 2021، وفق بيان صدر يوم الأربعاء.
قبل أزمة كورونا التي عطّلت مطارات العالم، وصل عدد المسافرين عبر مطار دبي في 2019 إلى 86.4 مليون مسافر، بحسب بيانات المطار.
التقديرات تشير أيضاً إلى أن عدد المسافرين لن يصل خلال العام الجاري إلى مستويات ما قبل الجائحة، إذ تشير توقعات المطار الأولية إلى استقبال نحو 78 مليون مسافر في 2023.
تغير الوجهة النهائية للمسافرين
محركات النمو في أعداد المسافرين خلال العام الماضي اختلفت عن الأعوام السابقة، إذ قال بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي إن السبب الرئيس للنمو في 2022 هو المسافرون إلى دبي كوجهة نهائية.
أضاف في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ" أنه في السابق كان مسافرو الترانزيت الوافدون إلى مطار دبي الدولي يمثلون 60% مقابل 40% للركاب الذين يسافرون إلى دبي كوجهة نهائية، لكن النسب انعكست العام الماضي، لتصبح 60% للقادمين إلى دبي و40% للترانزيت، ما أدّى خلال شهر ديسمبر، على سبيل المثال، إلى ارتفاع بنسبة 119% في عدد المسافرين مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وصل عدد المسافرين خلال شهر ديسمبر من العام الماضي 7.1 مليون مسافر، وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها حركة المسافرين هذا المعدل منذ عام 2020، بحسب بيانات مطار دبي الدولي.
لعبت الفعاليات دوراً كبيراً، وتحديداً كأس العالم في قطر، في زيادة عدد القادمين إلى دبي، حيث قرر مئات الآلاف ممن حضروا لفعاليات الكأس زيارتها، كما زادت نسبة المسافرين من روسيا بنسبة 100%، وفق غريفيث الذي أشار إلى أن معدلات الشحن الجوي استقرت عند مستوياتها الطبيعية.
حول الاكتظاظ الذي يشهده مطار دبي مؤخراً، قال غريفيث: "لا شك في أننا سنستثمر أكثر في مطار دبي الدولي، فهناك حاجة ملحّة للاستثمار لمواكبة نمو عدد المسافرين، وكذلك لناحية نوعية الخدمات، فنحن نعتبر أنفسنا نعمل في مجال الضيافة وليس النقل فحسب في سوق تشهد منافسة متزايدة".
ويوضح أن هذه الاستثمارات لن تركز على البنية التحتية فحسب، بل على التكنولوجيا. مؤكداً أن "حجم الاستثمار سيكون كبيراً للمحافظة على مطار دبي ليس فقط بصفته الأكبر في النقل الجوي الدولي بل بصفته الأفضل أيضاً".