قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إنه يخطط للتنحي عن منصبه بحلول نهاية يونيو المقبل، مما يمنح إدارة بايدن فرصة لاختيار شخص يدعم تنفيذ هدفها المتمثل في إصلاح مقرض التنمية العالمي للتركيز أكثر على قضايا مكافحة تغير المناخ.
مالباس البالغ من العمر 66 عاماً، والذي كان من المقرر أن يستمر في منصبه حتى أبريل 2024، أبلغ مجلس إدارة المؤسسة بنيته المغادرة بحلول نهاية السنة المالية في 30 يونيو، بحسب بيان من البنك الذي يتخذ من واشنطن مقراً له.
أضاف مالباس في مذكرة للموظفين اطلعت عليها بلومبرغ نيوز: "ستوفر الأشهر القليلة المقبلة فرصة جيدة لانتقال سلس للقيادة".
قرار رئيس البنك الدولي، يأتي بعد أشهر من تعرضه لانتقادات من البيت الأبيض بسبب عدم وضوح موقفه من الإجماع العلمي على الاحتباس الحراري العالمي.
وأبلغ مالباس وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين بقراره الثلاثاء الماضي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر مطلع على الأمر، مضيفاً أن نهاية السنة المالية تمثل وقتاً طبيعياً لترك المنصب.
تمارس الأمم المتحدة وقادة العالم والجماعات البيئية ضغوطاً منذ أكثر من عامين من أجل تغيير قيادات البنك الدولي لتمهيد الطريق لاختيار رئيس جديد يجري إصلاحات على مسار عمل البنك كي يستجيب بشكل أكبر لقضية تغير المناخ.
وتجدد الضغط على مالباس في سبتمبر الماضي عندما تعثر رئيس البنك الدولي في أثناء إجابته على سؤال حول ما إذا كان يؤمن بالإجماع العلمي على تغير المناخ وهو ما أثار إدانة البيت الأبيض.
خريطة طريق إصلاحية
تولى مالباس رئاسة البنك الدولي في أبريل 2019، بعد أن عينه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في المنصب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، بعد أن كان يشغل منصب وكيل وزارة الخزانة الأميركية للشؤون الدولية في إدارة ترمب.
من المتوقع أن يعتمد محافظو البنك الدولي خريطة طريق إصلاحية للبنك مع إجراء القليل من التعديلات عليها خلال اجتماعات الربيع التي من المقرر أن يعقدها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في منتصف أبريل.
من جانبها، قدمت يلين الشكر إلى مالباس على الفترة التي قضاها في رئاسة البنك قائلة "استفاد العالم من دعمه القوي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر وعمله الدؤوب لمساعدة الشعب الأفغاني والتزامه بمساعدة البلدان منخفضة الدخل على تحقيق استدامة تحمل الدين من خلال تخفيضه".
وستعلن الولايات المتحدة قريباً عن مرشحها لخلافة مالباس، بحسب يلين، التي عبرت عن تطلعها إلى "عملية ترشيح شفافة وقائمة على الجدارة وسريعة لاختيار الرئيس القادم للبنك الدولي" من قبل مجلس إدارة البنك.
بحسب ما هو متبع منذ فترة طويلة، فإن حكومة الولايات المتحدة هي المنوط بها اختيار رئيس البنك الدولي فيما يختار القادة الأوروبيون رئيس صندوق النقد الدولي.
كان البنك الدولي قد خصص العام الماضي أكثر من 104 مليارات دولار لإقامة مشروعات على مستوى العالم حسبما أفاد التقرير السنوي للبنك.
مصادر بالبنك قالت إنها فوجئت بقرار التنحي قبل اجتماعات مشتركة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمقرر انعقادها في المغرب في أكتوبر المقبل.