للمرة الأولى في 6 أسابيع، ارتفعت طلبات الحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة، لكنَّها ظلت عند مستويات تاريخية متدنية، مما يؤكد مرونة سوق العمل على الرغم من تزايد حالة عدم اليقين بشأن الآفاق الاقتصادية.
أظهرت بيانات وزارة العمل اليوم الخميس أنَّ طلبات إعانة البطالة الأولية زادت بمقدار 13 ألف طلب إلى 196 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 4 فبراير، في حين كان متوسط التوقُّعات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين يشير إلى تسجيلها 190 ألف طلب.
سوق عمل قوية
أما الطلبات المستمرة التي تشمل طلبات الأشخاص الذين تلقوا بالفعل إعانات بطالة لمدة أسبوع أو أكثر، فزادت بدورها إلى 1.69 مليون طلب في الأسبوع المنتهي في 28 يناير.
تحتفظ سوق العمل في الولايات المتحدة بقوتها، على خلفية حملة تشديد السياسة النقدية الأكثر حدة منذ عقود، التي ينفذها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وعلى الرغم من ظاهرة تسريح العمال التي تتوسّع من شركات التكنولوجيا إلى قطاعات أخرى، لكنَّ العديد من الشركات، لا سيما الصغيرة منها، ما تزال تجد صعوبة في إيجاد من يشغل وظائفها الشاغرة، بينما تتمسك شركات أخرى بموظفيها الذين عانت في ضمهم إلى قواها العاملة.
قالت شركة "والت ديزني" (Walt Disney)، يوم الأربعاء، إنَّها ستلغي 7 آلاف وظيفة كجزء من إعادة هيكلة أوسع من شأنها توفير 5.5 مليار دولار لشركة الترفيه، فيما تتوقَّع شركة "بوينغ" إلغاء حوالي ألفي وظيفة هذا العام بشكل أساسي في الإدارة المالية والموارد البشرية، بحسب ما ذكرت صحيفة "سياتل تايمز" هذا الأسبوع.
أدنى معدل للبطالة في 53 عاماً
يذكر أنَّ هذه البيانات تأتي بعد أسبوع من صدور تقرير حكومي منفصل أظهر زيادة غير متوقَّعة في الوظائف المسجلة على جداول الرواتب الشهر الماضي، في وقت انخفض فيه معدل البطالة إلى أدنى مستوى له في 53 عاماً. وعلى الرغم من أنَّ التعديلات الموسمية والمراجعات الأخرى للأرقام لعبت دوراً في هذا المجال، لكنَّ مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قالوا إنَّ مثل هذه البيانات تؤكد الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
بالنسبة إلى المطالبات الأولية؛ انخفض المتوسط المتحرك لـ4 أسابيع مع تخفيف بعض التقلبات الأسبوعية إلى 189250 طلباً، وهو أدنى مستوى منذ أواخر أبريل. وعلى أساس غير معدل، ارتفعت المطالبات الأولية إلى 234654 طلباً، بقيادة ولايتي كاليفورنيا وأوهايو.
وجدت دراسة استقصائية للرؤساء التنفيذيين أجراها معهد "كونفرنس بورد" (Conference Board) بالتعاون مع مجلس الأعمال (Business Council)، (وهو جمعية للرؤساء التنفيذيين لأهم الشركات في العالم)، أنَّ 57% من المستطلعَة آراؤهم أفادوا بوجود بعض المشكلات في جذب الموظفين المؤهلين، بينما يتوقَّع 81% منهم زيادة الأجور بنسبة 3% على الأقل خلال العام المقبل.
قال روجر فيرغسون، نائب رئيس مجلس الأعمال وأمين معهد "كونفرنس بورد" في بيان يوم الخميس: "على الرغم من أنَّ الرؤساء التنفيذيين يتحدثون عن ركود في 2023، لكنَّهم ما زالوا يعانون من سوق عمل ضيقة".
