انخفضت طلبات الحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة للمرة الرابعة في خمسة أسابيع، ما يؤكد المرونة الكبيرة التي تتمتع بها سوق العمل، والتي تهدّد ببقاء التضخم عند معدلاته المرتفعة.
أظهرت بيانات وزارة العمل التي صدرت اليوم الخميس أن عدد الطلبات الأولية للحصول على إعانة بطالة انخفض بمقدار 3 آلاف طلب إلى 183 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 28 يناير، في وقت أشار متوسط التوقعات في استطلاع "بلومبرغ" للاقتصاديين إلى أنها ستبلغ 195 ألف طلب.
أما الطلبات المستمرة، التي تشمل الأشخاص الذين تلقوا بالفعل إعانة بطالة لمدة أسبوع على الأقل، فقد انخفض عددها إلى 1.66 مليون طلب في الأسبوع المنتهي يوم 21 يناير.
على الرغم من أن سوق العمل الأميركية تبدو هادئة من حيث الهوامش، فإنها لا تزال ضيقة بمقاييس عديدة، وهي بذلك تُعتبر من أهمّ العقبات أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي في معركته ضد التضخم. فعلى الرغم من تباطؤ نمو جداول الرواتب وتسريح الموظفين في شركات التكنولوجيا والبنوك خلال الأشهر الأخيرة، فإنّ الطلب على العمالة لا يزال يتجاوز العرض بفارق كبير، وهو ما يشكل ضغطاً متزايداً لرفع الأجور وزيادة الأسعار.
بعد أن أبطأ البنك المركزي وتيرة رفع أسعار الفائدة إلى ربع نقطة يوم الأربعاء، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك يحتاج إلى رؤية توازن أفضل في سوق العمل للحد من التضخم في قطاع الخدمات باستثناء الإسكان والطاقة. كما أشار إلى تحقيق تقدم في تخفيف ضغوط الأسعار، لكن من دون إضعاف سوق العمل حتى الآن.
تأتي هذه البيانات عشية صدور تقرير التوظيف يوم الجمعة، الذي من المتوقع أن يظهر أن عمليات التوظيف ظلت معتدلة في يناير على الرغم من أنها تزداد بوتيرة قوية، فضلاً عن أن معدل البطالة ظل بالقرب من أدنى مستوى له منذ خمسة عقود.
أظهرت بيانات أخرى هذا الأسبوع انخفاضاً في تكاليف العمالة في نهاية العام الماضي، فيما زادت الوظائف الشاغرة بشكل غير متوقع.