20 اتفاقية مرتقبة لتطوير الطاقة المتجددة وبناء محطات تحلية المياه والبنية التحتية

إسبانيا تعلن عن تسهيلات ائتمانية بـ800 مليون يورو لدعم علاقاتها مع المغرب

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز - المصدر: بلومبرغ
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسعى إسبانيا والمغرب للتغلب على سنوات من العلاقات الدبلوماسية المتوترة من خلال صفقات جديدة في التجارة والطاقة، في حين ما تزال العلاقات بين فرنسا والدولة الواقعة في شمال أفريقيا فاترة.

يعتزم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الإعلان يوم الخميس عن خط ائتمان قيمته 800 مليون يورو (869 مليون دولار) لاستثمارات إسبانية في المغرب، وتوقيع 20 اتفاقية تشمل تطوير الطاقة المتجددة، وبناء محطات لتحلية المياه.

وقال سانشيز مساء الأربعاء في مستهل زيارة تستغرق يومين للعاصمة المغربية: "المغرب يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً كبوابة للشركات الإسبانية إلى أفريقيا". ومن بعده، قال رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش إنَّ الزيارة من المتوقَّع أن تسهل توصيل الغاز عبر خط أنابيب، وهو معطل حالياً، يربط بين البلدين.

سباق دول أوروبا الغربية

تتسابق دول أوروبا الغربية لتعزيز علاقاتها مع الحلفاء الرئيسيين بمجال الأمن والطاقة في أفريقيا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لمواجهة النفوذ المتزايد لكل من روسيا والصين في القارة.

تعمل هذه الزيارة على تقوية الروابط القوية بينهما بعد أن قام سانشيز العام الماضي بشكل غير متوقَّع بالتخلي عن سياسة بلاده الحيادية التي استمرت عقوداً ليدعم خطة المغرب للحكم الذاتي المحدود في الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة غنية بموارد الفوسفات ومصايد الأسماك البحرية.

أدى تحوّل سياسة سانشيز إلى إنهاء أزمة الهجرة التي عبر خلالها آلاف الأشخاص إلى جيب سبتة الواقعة تحت الحكم الإسباني في شمال أفريقيا، في غضون أيام خلال مايو 2021. زعمت مدريد حينها أنَّ المغرب خفف الضوابط الحدودية رداً على سماح السلطات لزعيم جبهة البوليساريو بالعلاج من كوفيد-19 في مستشفى إسباني.

وقاد التحول المثير للجدل إلى توتر العلاقات مع الجزائر؛ موردة الغاز الرئيسية التي تدعم جبهة البوليساريو. كما أثار ذلك التوترات مع شريك سانشيز الأصغر في الائتلاف، يونيداس بوديموس، اليساري المتطرف. وتجدر الإشارة إلى أنَّه لم ينضم أي أحد من وزراء بوديموس إلى سانشيز في زيارته.

علاقات متوترة

على الرغم من عودة العلاقات مع مدريد إلى طبيعتها؛ ما زالت علاقات المغرب متوترة مع فرنسا، أحد أكبر المستثمرين في المملكة، بسبب قيود تأشيرات السفر وإعادة المهاجرين غير الشرعيين. وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يخطط للسفر إلى المغرب خلال هذا الربع، لكنَّ الزيارة لم تتأكد بعد.

المزاعم حول تورّط المغرب إلى جانب قطر في أزمة استغلال النفوذ بالبرلمان الأوروبي؛ أثارت التوتر مع بروكسل. وصوّت نواب مغاربة الأسبوع الماضي على مراجعة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بعد أن وافق البرلمان الأوروبي على قرار يُدين سجل البلاد في مجال حقوق الإنسان. لكنَّ الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز رفض تأييد القرار. كما نفى كل من المغرب وقطر مزاعم الفساد.

يُعد المغرب الوجهة الرئيسية للاستثمارات الإسبانية في أفريقيا، حيث يبلغ حجم التجارة السنوية نحو 17 مليار يورو، وفقاً لبيانات الحكومة الإسبانية. كما يأتي المغرب بعد الصين والولايات المتحدة كأكبر شركاء إسبانيا التجاريين خارج الاتحاد الأوروبي.

حثّت إسبانيا المغرب على السماح باستئناف تجارة البضائع من جيبي سبتة ومليلية، بعد توقفها بسبب التوترات الدبلوماسية. وقالت السلطات الإسبانية إنَّها تعمل على إعادة فتح الجمارك بشكل تدريجي في مليلية، وافتتاح مكتب جمارك جديد في سبتة للقضاء على التهريب.

تندد جماعات حقوق الإنسان منذ سنوات باستغلال آلاف النساء اللواتي يحملن بضائع مهرّبة من الجيبين الواقعين تحت السلطة الإسبانية عبر الحدود إلى المغرب.

تمتد الصحراء التي تتجاوز مساحتها المملكة المتحدة على طول ساحل المحيط الأطلسي وهي غنية بالمعادن. وكانت محل تنازع شديد منذ ضمّها إلى المغرب عام 1975 بعد الانسحاب الإسباني.

وأودى القتال المتقطع بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو الساعية للاستقلال بحياة نحو 9000 شخص خلال 16 عاماً. كما انهار قرار وقف إطلاق النار الذي استمر ثلاثة عقود في أواخر 2020.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك