عندما كان "كريدي سويس" وَسام بانكمان فريد وأغنى رجال آسيا يبحثون عن أموال في الأشهر الماضية، توجّه جميعهم إلى نفس الوجهة، ألا وهي الشرق الأوسط.
مع إغلاق عديد من أسواق الديون أبوابها العام الماضي، أصبح الكاش هو الملك، ولدى الصناديق السيادية في المنطقة كثير منه، إذ أدت الأسعار العالية للطاقة إلى تعزيز سيولة الصناديق من السعودية إلى قطر وأبوظبي لأكثر من 3.5 تريليون دولار، وهو رقم يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة.
تموّل تلك الصناديق حالياً بعضاً من أكبر حزم الإنقاذ والاستثمارات وصفقات الاستحواذ، ولا تبدي أي علامات على التراجع في 2023.
طموحات بارزة للعام الجديد
تجلّت تلك الطموحات بالفعل مبكراً العام الجاري، إذ قال بنك أبوظبي الأول، أحد أكبر البنوك في الشرق الأوسط، والتابع لشركة "مبادلة للاستثمار"، إنه استكشف إمكانية شراء بنك "ستاندرد تشارترد"، العملاق المالي البريطاني الذي تزيد قيمته على 20 مليار دولار، ويأتي ذلك بعد طفرة في صفقات الاستحواذ في المنطقة. كذلك، أصبح أكبر بنك سعودي، البنك الأهلي السعودي، المملوك جزئياً للصندوق السيادي للمملكة، أكبر مساهم في "كريدي سويس". زار سام بانكمان فريد الإمارات ضمن آخر جهوده لتأمين سيولةٍ قبل الانهيار الصادم لبورصة التشفير "إف تي إكس" (FTX).
في نفس الوقت، تَقرَّب الملياردير الهندي غوتام أداني -أغنى شخص في آسيا- من الصناديق السيادية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يحاول فيه تقليل مديونية إمبراطوريته مترامية الأطراف وزيادة رأسمالها بما يناهز 5 مليارات دولار، وفق أشخاص مطلعين على الأمر، أيضاً قيل إنّ موكيش أمباني يتواصل مع الصناديق السيادية الشرق أوسطية باحثاً عن استثمار في أعماله بالطاقة.
الملياردير الهندي أداني يتواصل مع صناديق سيادية خليجية لجمع 5 مليارات دولار
استثمرت الصناديق السيادية في المنطقة نحو 89 مليار دولار في 2022، أي ضِعف ما أنفقته العام السابق وفق مزوّدة البيانات "غلوبال إس دبليو إف" (Global SWF)، وذهب نصيب الأسد منه إلى أوروبا وأميركا الشمالية باستثمارات قدرها 51.6 مليار دولار.
لكن تظل كميات هائلة من السيولة لدى صناديق الشرق الأوسط السيادية غير مستغَلة، ويقول أشخاص مطلعون إن المسؤولين في صندوق الاستثمار السعودي، البالغة أصوله 620 مليار دولار، يتعرضون لضغوط مكثّفة لتوظيف السيولة، في الوقت الذي يسرّع فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهود فطم المملكة عن اعتمادها على النفط الخام. وفي الدوحة يبحث جهاز قطر للاستثمار بأصوله البالغة 450 مليار دولار عن مزيدٍ من الصفقات الخارجية بعد بطولة كأس العالم التي نظمتها الدولة الشهر الماضي.
استثمارات ذات طابع استراتيجي
اشتهر المستثمرون الخليجيون عبر السنوات الماضية باقتناص الأصول المميّزة مثل نادي كرة القدم "مانشستر سيتي"، وعقارات مانهاتن، ومتجر "هارودز"، لكن صناع الصفقات يقولون إن استثماراتهم هذه المرة لها جانب استراتيجي أكبر، مستخدمين ثرواتهم لاقتناص دور أكبر على الساحة العالمية، ولتنويع اقتصاداتهم، ولزيادة نفوذهم الجيوسياسي.
دبي سوق نشطة لبنوك الاستثمار الباحثة عن صفقات الاكتتابات
قال آندي كارينز، مدير الأسواق الرأسمالية في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى "هوليهان لوكي" (Houlihan Lokey): "تجلس الصناديق السيادية في المنطقة بلا منازع على رأس الطاولة وتُعرَض عليها أولاً جميع الصفقات العالمية"، مضيفاً أن ذلك يتماشى مع أولويات منطقة "تعبّر وتؤكد طموحاتها الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية" بشكل متزايد.
مليار دولار يومياً
عززت الصناديق السيادية احتياطياتها النقدية مع ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وحصدت السعودية مليار دولار يومياً من بيع الخام، ونظراً إلى حريتهم من القيود المعتادة على شركات الاستثمار العالمية الأخرى، فمن المتوقع أن يواصلوا الاستثمار حتى لو تراجعت أسعار الخام. وفي ذلك تناقض صارخ عن الوضع في الولايات المتحدة وأوروبا والصين، حيث هبط التمويل ونشاط الصفقات استسلاماً لأسعار الفائدة المرتفعة ومخاوف الركود.
دبي سوق نشطة لبنوك الاستثمار الباحثة عن صفقات الاكتتابات
بدافع من تعطشهم للسيولة، تنقل الشركات والبنوك من حول العالم طواقم عمل كبيرة لمدن مثل الرياض وأبوظبي لعرض الأفكار الاستثمارية، لكن وسط المستويات الجنونية من النشاط، يضطر بعض التنفيذيين إلى الانتظار لأيام لمقابلة المسؤولين المناسبين، حسب أشخاص مطلعين على الأمر.
حتى عندما يصلون إلى المكان المناسب يجد صناع الصفقات أنفسهم وسط بيئة صعبة، حيث أكبر القرارات يتطلب في العادة موافقة من أصحاب السلطة، وهو ما قد يمزج بين الكيانات الهادفة إلى الاستثمار فقط والتداخلات السياسية، حسبما قال أشخاص آخرون.
لا يفوز الجميع باستثمار كبير
وشجع عزمهم المتجدد الصناديق الخليجية على أن تكون أكثر انتقائية في استثماراتها، وأصبح الحصول على موافقة مستثمري الشرق الأوسط أصعب الآن، كما باتوا أسرع في رفض الصفقات التي لا تتناسب مع أهداف بناء الأمة أو توليد العائدات، وفق مستشارين وتنفيذيين يعملون معهم.
قال وليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "مبادلة"، في تعليق عبر البريد الإلكتروني: "نحن مستثمرون طويلو الأجل نشطون ولسنا خاملين، وهذا يعني أننا لدينا القدرة على التحكم في موعد استثمارنا وتوقيت تخارجنا، وعبر التمثيل في مجلس الإدارة لدينا سيطرة أيضاً على متى نكون صوتاً للتغيير.. وهذا يعني أنه في كثير من الأحوال نحصل على قيمة مضافة مرتفعة".
"مبادلة للاستثمار" تركز على آسيا في ظل تعافي اقتصاد الصين
إذن لا يفوز الجميع باستثمار كبير، فقد رفضت الصناديق الشرق أوسطية طلب بانكمان فريد مع بدء التساؤل حول الوضع المالي لشركاته في مجال العملات المشفرة، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.
قال مصرفيّ انهارت صفقته البالغة 5 مليارات دولار مباشرة قبل أن تحصل على الموافقة النهائية إنّ كبار المديرين التنفيذيين في الصناديق قد يفضلون الحذر في ما يتعلق بالاستثمارات الكبيرة في اللحظات الأخيرة.
كذلك قيل إنّ بنك أبوظبي الأول -المملوك جزئياً لـ"مبادلة" وبعض أعضاء أسرة آل نهيان الحاكمة بالإمارات- كان قد درس إمكانية شراء "ستاندرد تشارترد" لأكثر من ستة أشهُر ثم قال في الشهر الجاري إنه لم يعُد يسعى وراء الصفقة، وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن الصفقات بهذا الحجم كانت لتواجه عقبات هائلة بالنظر إلى مدى تعقيدها.
لا تظهر تعقيدات إبرام الصفقات في الشرق الأوسط في أي مكان أكثر من المقر الرئيسي لصندوق الاستثمارات العامة في المدينة الرقمية في قلب الرياض. هناك، يقع مبنى الصندوق، وهو جزء من مجموعة من الأبراج المضاءة بصور وامضة للعلم الوطني، والجِمال، ووجه محمد بن سلمان. مكان فندق "كراون بلازا"، القريب من المدينة الرقمية، أصبح مكاناً مثالياً لمديري الصناديق التنفيذيين والمستشارين الأجانب. على الرغم من أن كثيرين يحتاجون إلى إقامة طويلة الأمد في العاصمة السعودية، فإنّ البعض يريدون تجنب نقل عائلاتهم إلى بلد به حظر شامل على الكحول ولم يُسمح للمرأة بالقيادة بها حتى عام 2018.
يتولى محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان دور رجل الدولة الوطني، وفق ما ذكره شخص مطلع على الأمر. كان المصرفي السابق المسؤول الرئيسي المرافق للرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته للرياض في ديسمبر. أسفرت تلك القمة عن نحو 50 مليار دولار من اتفاقيات الاستثمار في كل من القطاعين الخاص والعام.
لكن أصبح رئيس الصندوق الأمير محمد بن سلمان شخصية مثيرة للجدل في الغرب منذ مقتل جمال خاشقجي الكاتب الصحفي بصحيفة "واشنطن بوست" عام 2018، وكانت زيارة شي أحدث علامة على أن الشرق الأوسط يتطلع لتجاوز الولايات المتحدة بحثاً عن حلفاء سياسيين واقتصاديين، وبدأت استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة تعكس وجهة نظر ولي العهد بأن المستقبل يكمن في الأسواق الناشئة، وفقاً لشخص مطلع على الصندوق. ووجّه الأمير محمد بن سلمان أمراً بإجراء دراسة لاستكشاف زيادة استثمارات المملكة في باكستان إلى 10 مليارات دولار، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في يناير.
يمتلك الرميان، الذي انتقل من إدارة بنك استثماري محلي إلى الإشراف على أحد الصناديق السيادية الأسرع نمواً، مقاعد بمجالس إدارة الشركات العالمية العملاقة مثل "أوبر تكنولوجيز" ومجموعة "ريلاينس إندستريز" المملوكة لرجل الأعمال موكيش أمباني.
بهدف إدارة أصول بقيمة تريليون دولار بحلول 2025، يلتزم المسؤولون التنفيذيون في صندوق الاستثمارات العامة إبرام صفقات تتناسب مع استراتيجية الأمير محمد بن سلمان للمملكة، التي تسعى لتقليل اعتماد السعودية على الدخل من مبيعات النفط، وللتوسع في قطاعات جديدة من خلال الصندوق السيادي والاستحواذات.
نهج لا يتأثر بأسعار النفط
قال متحدث في رسالة عبر البريد الإلكتروني إنّ نهج صندوق الاستثمارات العامة "لا يتغير وفق تحركات أسعار النفط، بل تحدده استراتيجيتنا الخمسية الأحدث المعلنة في يناير 2021، التي ينفذها الصندوق".
أوضح المتحدث أن الصندوق السعودي لديه عملية استثمار قوية تكافئ عمليات مديري الأصول العالميين، وأن كل عضو في مجلس الإدارة يلعب دوراً مهماً في أثناء المناقشات.
يهدف استثمار البنك الأهلي السعودي في "كريدي سويس" إلى مساعدة المملكة على توسيع خبرتها في إدارة ثرواتها والخدمات المصرفية الاستثمارية، وفي نفس الوقت تطوير القطاع المصرفي المحلي، كذلك تتلاءم استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في شركات صناعة السيارات الأجنبية مثل "أستون مارتن لاغوندا غلوبال هولدينغز" و"ماكلارين" مع خطط السعودية لأن تصبح مركزاً للتصنيع، في حين أن شراء حصص في سلاسل الفنادق، مثل مجموعة "آمان"، يُعَدّ استكمالاً لطموحها في أن تصبح واحدة من أكثر البلدان التي يقصدها الزائرون بحلول 2030.
الصندوق السيادي السعودي و"كاين" يموّلان "آمان" للفنادق بـ900 مليون دولار
أيضاً، شارك الصندوق في تحالف من شركات ملكية خاصة للاستحواذ على حصة في "فانتدج تاورز" (Vantage Towers)، وحدة أبراج الهاتف المحمول التابعة لمجموعة "فودافون"، ليصبح بذلك مستثمراً في قطاع البنية التحتية الأوروبية الرئيسية.
تعهدات الاستثمار المحلي
تعهد صندوق الاستثمارات العامة باستثمار أكثر من 200 مليار دولار في الاقتصاد السعودي بحلول 2025، وهو هدف طموح حدده ولي العهد ويتطلب من الصندوق إنفاق 40 مليار دولار في المتوسط سنوياً، لكن لم يحقق التنفيذيون في صندوق الاستثمارات العامة ذاك المستهدف في 2022 للعام الثاني على التوالي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال المتحدث إنّ الصندوق "رفع استثماراته المحلية إلى مستويات قياسية".
فهد الرشيد: 30 مشروع تطوير ستغيّر وجه الرياض
في بعض الأحيان، قد تؤثر الضغوط لتوظيف السيولة في دور الصندوق في تطوير الاقتصاد السعودي. وفي إحدى الحالات، رفض ولي العهد صفقة استثمار، كونها لا تضيف قيمة للبلاد، ويمكن أن يمولها مستثمرون آخرون، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.
بالمثل، كان الصندوق السيادي السعودي متردداً بخصوص ضخ استثمارات في استوديوهات هوليوود، رغم تواصل عديد منها معه، بسبب المنافسة المتزايدة من خدمات البث، حسبما كشف شخص آخر.
قال راجيش سينغي، رئيس قسم الاندماج والاستحواذ بالشرق الأوسط وأفريقيا لدى "ستاندرد تشارترد"، إن الصناديق السيادية في المنطقة تُعيد تشكيل استراتيجياتها مع التركيز على "دعم اقتصاداتها المحلية أو تحقيق الثروة للأجيال القادمة".
تغير مشهد التحالفات العالمية
أصبح بعض الحكومات الأوروبية أكثر حذراً في علاقاتها التجارية مع الصين، ما منح الشرق الأوسط فرصاً متزايدة.
بعد زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز لقطر في سبتمبر 2022 أصبح جهاز قطر للاستثمار داعماً مهماً لشركة المرافق الألمانية "آر دبليو إي" (RWE)، باستثمار قدره 2.4 مليار يورو (2.5 مليار دولار).
قال ممثل عن جهاز قطر للاستثمار عبر البريد الإلكتروني إن استراتيجية الصندوق تركز على القيمة طويلة الأجل عبر مجموعة متنوعة من القطاعات مثل "الصناعات المدعومة بالتكنولوجيا والطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون والرعاية الصحية".
صندوق قطر السيادي يعيد توزيع محفظته وسط عدم اليقين الاقتصادي
علاوة على ذلك، تعهدت "مبادلة" خلال 2021 باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني (12.2 مليار دولار) في المملكة المتحدة بمجالات انتقال الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا، في صفقة كشف عنها الحاكم الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد، واستهدفت إظهار دعم الدولة للمملكة المتحدة بعد "بريكست".
مع ذلك، هناك تعقيدات سياسية دولية، ففي الأسابيع الأولى التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا تعرَّض عديد من الصناديق السيادية الخليجية، بما في ذلك "مبادلة"، للتدقيق من جانب الحكومات الغربية بخصوص علاقاتها الاستثمارية مع الشركات المرتبطة بالكرملين، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.
وبينما لم تفرض الإمارات عقوبات على روسيا، قالت "مبادلة" في مارس 2022 إنها ستوقف مؤقتاً ضخ الاستثمارات في روسيا.
لم يعلّق ممثل عن "مبادلة" على ما إذا كانت الاستثمارات في الشركات الروسية قد خضعت للتدقيق أم لا، وقال إنه لا توجد مستجدات تخص استراتيجيتها تجاه روسيا منذ إعلان وقف الاستثمارات.
خسائر سوقية
رغم النشاط المزدحم للصفقات الجاري العمل عليها، فإن الصناديق السيادية بالشرق الأوسط ليست محصّنة ضد التقلبات التي تضرب الأسواق العالمية، ويقول ماسيميليانو كاستيلي، رئيس الاستراتيجية بفريق الأسواق السيادية العالمية لدى "يو بي إس آسيت مانجمنت"، إنه كان من المتوقع بنهاية 2022 أن تمثل الكيانات الإقليمية نحو نصف خسائر صناديق الثروة السيادية العالمية، البالغة 1.7 تريليون دولار من استثماراتها بالأسهم وأدوات الدخل الثابت.
كما واجهت الاستثمارات طويلة الأجل الأخرى بعض التحديات. يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمارات كبيرة في صندوق "رؤية" التابع لمجموعة "سوفت بنك"، الذي يُرجَّح تسجيله خسائر قياسية في 2022.
جرى إبرام هذه الصفقة خلال اجتماع قصير بين ماسايوشي صن مؤسس "سوفت بنك" والأمير محمد بن سلمان، وفق أشخاص مطلعين على الأمر، ولاحقاً قال صن خلال مقابلة مع ديفيد روبنشتاين إنّ الأمر استغرق 45 دقيقة -دقيقة واحدة لكل مليار دولار- للحصول على موافقة الجانب السعودي بالاستثمار في صندوق "رؤية".
دراما "سوفت بنك" في آخر أيامها مع ابتعاد صن عن الأضواء
لا يزال الصندوق ينظر بإيجابية إلى هذا الاستثمار، إذ كان صن سبباً في تعارف مسؤولي الصندوق السيادي على مسؤول تنفيذي واحد كبير على الأقل في شركة أجنبية قد تبني موقعاً للتصنيع في المملكة العربية السعودية، وفقاً لما ذكره الشخص المطلع على الصندوق.
فيض من العروض الاستثمارية
يسود شعور متزايد بالإرهاق بين المسؤولين بالصناديق السيادية الخليجية، بعد تلقيهم فيضاً من طلبات الاستثمار العام الماضي، وفق مصرفيين يعملون مع تلك المؤسسات.
من غير المرجح أن تقلل هذه المخاوف نشاط الصناديق تجاه الاستثمار لفترة طويلة. في الأشهر القليلة الماضية، انخرطت الصناديق في صفقات تشمل كل شيء، من دوري كرة قدم جديد يجري تدشينه في البرازيل، إلى سلسلة من أفضل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
قالت كارين يونغ، باحثة أولى في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "القدرة على توظيف رأس المال بغرض تحقيق عائد على الاستثمار وإنجاز أهداف سياسية هي بمثابة رفاهية توضح حجم ونطاق هذا التحوّل في أصول صناديق الثروة السيادية الخليجية".