عاد أعضاء النخبة العالمية إلى دافوس في مكانهم المعتاد لشهر يناير بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19.
بينما يجتمع المليارديرات من جديد في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي ينطلق اليوم الثلاثاء في منتجع التزلج السويسري، هناك عدد أقل من السياسيين. جعلت الحرب الروسية في أوكرانيا، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، من المظاهر الجيدة في المنتدى بجبال الألب أمراً غير مألوف.
وتُعد قلة الثلج على المنحدرات بمثابة تذكير بأزمة المناخ التي ستهيمن على كثير من المناقشات. كما تحتل المخاوف بشأن الاستقرار السياسي مكانة كبيرة على جدول الأعمال وستشمل الموضوعات الأخرى نهاية عصر الأموال الرخيصة وأمن الغذاء والطاقة.
اقرأ المزيد: منتدى دافوس يعود للانعقاد شتاءً بجدول أعمال مزدحم بالأزمات
الصين تتطلع لعودة الاقتصاد لطبيعته
استغل ليو هو، نائب رئيس وزراء الصين، الحضور من مختلف أنحاء العالم لاستعراض إلى أين يتوقع توجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم مع رفع قيود سياسة "صفر كوفيد".
جاءت كلمة ليو بعد ساعات من صدور بيانات اقتصادية جاءت أقوى من المتوقع، ولكن مع استمرار توقع معظم مراقبي الصين انتعاشاً صعباً. قال ليو إنه يتوقع عودة الاقتصاد إلى طبيعته، على أن تكون الواردات والاستثمار من بين المحركات. واعترف بأن المخاطر لا تزال في سوق العقارات.
نمو اقتصاد الصين يتباطأ في 2022 إلى 3% ولكنه أفضل من المتوقع
الصين تعزز الآمال بالنمو العالمي
إعادة فتح اقتصاد الصين وتماسك الاقتصادات المتقدمة يوفّران الأمل للعالم في التغلب على 2023 حتى لو كان البعض يكافح من أجل النمو، وفقاً للجسلة التي ناقشت احتمال حدوث الركود في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
قالت لورا إم تشا، رئيسة بورصة هونغ كونغ للتبادل والمقاصة: "إذا نظرنا إلى الحدث الرئيسي هذا العام حتى الآن، فمن المؤكد أن إعادة فتح الصين يجب أن تكون هي أهم حدث".
إعادة فتح الصين طوق نجاة للاقتصاد العالمي المتعثر
أوضحت تشا: "لقد أدت الإغلاقات في السنوات الثلاث الماضية إلى خلق طلب محلي مكبوت، لذلك أتوقع زيادة الاستهلاك المحلي، وبالطبع سينتعش قطاع التصنيع. كل هذه العوامل ستصب في صالح النمو العالمي".
"EY": السياسيون يشعلون التوتر الأميركي- الصيني
يرى كارمين دي سيبيو، رئيس مجلس الإدارة العالمي والرئيس التنفيذي لشركة "إرنست يونغ" (EY)، إن التهديد المتزايد لحدوث شقاق كبير بين الولايات المتحدة والصين يدفعه السياسيون.
قال دي سيبيو خلال جلسة نقاش إن قادة الأعمال حريصون على استعادة الروابط بين البلدين، لكن السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة يتخذون موقفاً أكثر تشدداً، كما أن ضغوطاً مماثلة واضحة في المملكة المتحدة وكندا.
من جهتها، قالت آن ريتشاردز، الرئيس التنفيذي لشركة "فيديليتي إنترناشونال"، إن علاقة الغرب بالصين قد تغيرت ولكن هناك إشارات مهمة على أن الجانبين يريدان الاحتفاظ بالروابط على الرغم من العقبات. أضافت ريتشاردز أن الأعمال تتكيف مع المخاطر الأكبر عبر التطلع إلى تأمين الموردين إلى جانب نظرائهم الصينيين.
تضخم عنيد
توقع كينيث روجوف الأستاذ بجامعة "هارفارد" أن يجبر استمرار بقاء التضخم فوق هدف 2% صانعي السياسات النقدية في "الاحتياطي الفيدرالي" على إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول.
وقال روجوف لـ تلفزيون بلومبرغ: "سينخفض التضخم في النهاية -ربما إلى 2.5% فقط، وليس إلى 2%- لكن أسعار الفائدة لن تنخفض إلى نفس المستوى الذي كانت عليه من قبل.. لن أتفاجأ إذا ما وصل سعر فائدة التمويل لدى الاحتياطي الفيدرالي إلى 3.5% لفترة طويلة من الآن".
العملات المستقرة تحلم بأن تصبح حقيقية
في جلسة بالمؤتمر بها شعار مشغلة العملات المستقرة"سيركل" (Circle) -والتي تشير إلى أنها تحل "مشكلات العالم الحقيقي" تزين الجدران- ناقش المتحدثون بالجلسة توقعاتهم بشأن اللوائح التنظيمية في المملكة المتحدة وأوروبا على مدار الثمانية عشر شهراً القادمة.
قالت إيزابيلا تشيس، كبيرة مستشاري السياسات في "تي آر إم لابس" (TRM Labs): "سيكون هناك تركيز حقيقي على حماية المستهلك في المملكة المتحدة". مشيرة إلى انتشار عمليات الاحتيال والنصب التي أثرت على المستثمرين هناك باعتبارها أحد المحددات الرئيسية للمنظمين.
من جهتها، كررت تينا بيكر تيلور، نائب الرئيس للسياسات والاستراتيجيات التنظيمية في شركة "سيركل" للمملكة المتحدة وأوروبا، التركيز المتوقع على حماية المستهلك. وقالت إنها تتوقع أن يهتم المنظمون الأوروبيون أيضاً عن كثب بنزاهة السوق ومنصات التداول المركزية والعملات المستقرة.
"مانشستر يونايتد" يستهدف الحاضرين في دافوس
يحاول نادي "مانشستر يونايتد" التسجيل في دافوس عبر اقتناص إحدى واجهات المحال التجارية على الكورنيش، والذي عادة ما يكون مكاناً لبنوك وشركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى. يجلب نادي كرة القدم -الشريك للمنتدى الاقتصادي العالمي منذ 2019- أسطورة حراس المرمى، بيتر شمايكل، للقاء المندوبين في ليلة الثلاثاء هذا العام.
اقرأ المزيد: صندوق قطري يستهدف الاستحواذ على أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز
تبحث عائلة غليزر الأميركية، المالكة للنادي، عن مستثمر وقد تكون مستعدة للبيع، ولكن لا يبدو أن هذا هو الغرض من مغامرة "الشياطين الحمر" في جبال الألب. قال متحدث باسم "مانشستر يونايتد": "يفخر (مانشستر يونايتد) بكونه أول فريق رياضي يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي.. نحن في دافوس لاستكشاف طرق لتعظيم تأثير قاعدة المشجعين العالمية للفريق.
"هابيك": مخاطر الحرب التجارية "مرتفعة جداً"
حذّر روبرت هابيك وزير الاقتصاد الألماني من أن خطر نشوب حروب تجارية جديدة "مرتفع للغاية" حيث تتطلع الدول بشكل متزايد إلى الداخل وسط انعدام الأمن العالمي، وقال إن المنتدى الاقتصادي العالمي يمكن أن يكون منتدى فعالاً للمناقشات التي يمكن أن تساعد في تجنب مثل هذه النزاعات.
قال هابيك في مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية من دافوس: "لقد رأينا اختيار بعض الدول للعزلة أو للمواجهة"، مضيفاً أن الصين اتبعت "سياسات شديدة العدوانية في السنوات الأخيرة". وقال إنه إذا اختارت دول أخرى في أوروبا أو الأميركتين أن تفعل الشيء نفسه "فلن نتمكن من حل مشكلات العالم".
يجب تجنب الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
يجب على الاتحاد الأوروبي إصلاح سياساته الخاصة بمساعدة الدولة للصناعة مع السعي أيضاً إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية، وفقاً لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
سانشيز قال في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" إن "من الضروري للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي" التوصل إلى اتفاق بشأن السياسة الصناعية. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي عليه القيام ببعض "الواجبات" الداخلية، بما في ذلك الحد من البيروقراطية وإصلاح قواعد مساعدة الدولة للصناعات.
"كريدي سويس": العالم سيتجنب الركود بدعم من الصين والهند
قال رئيس مجلس إدارة مصرف "كريدي سويس"، أكسل ليمان، إن عملاء البنك من أصحاب الثروات المرتفعة لا يزال لديهم الكثير لاستثماره، وإنه متفائل بإمكانية تجنب الركود العالمي، مع إعادة فتح الصين و"النمو الهائل" القادم من الهند.
أوضح ليمان، خلال جلسة مع فرانسين لاكوا من تلفزيون بلومبرغ: "نحن ندخل في عالم متعدد الأقطاب، إنه ليس ركوداً عالمياً".
تفاؤل بشأن اقتصاد اليورو
يرى عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، ماريو سينتينو، أن اقتصاد منطقة اليورو يؤدي بشكل أفضل مما توقعه كثيرون في مواجهة التضخم القياسي وأزمة الطاقة التي اندلعت بعد أن هاجمت روسيا أوكرانيا.
وقال في جلسة أدارتها فرانسين لاكوا من تلفزيون بلومبرغ: "لقد فاجأنا الاقتصاد ربعاً تلو الآخر.. من الأرجح أن يكون الربع الرابع في أوروبا إيجابياً. وربما سيفاجئنا أيضاً في النصف الأول من العام".
المناخ يجب أن تكون له الأولوية
من جهة أخرى، يرى ملياردير التعدين أندرو فورست، أن هناك عدداً كبيراً من الحاضرين في دافوس ما يزالون يركزون بشكل كبير على التضخم وأسعار الفائدة والعوامل الاقتصادية المؤقتة في الوقت الذي ينبغي عليهم النظر في أزمة المناخ.
قال فورست في تصريحات لـ"بلومبرغ" إن الشركات التي "تعمل بجد في مجال الطاقة الخضراء، تعرف جيداً أن ذلك سيؤدي إلى خفض تكلفة الطاقة ورفع مستوى المعيشة وسيؤدي إلى خفض التضخم"، مضيفاً أن أسوأ ما في أزمة الطاقة في أوروبا قد انتهى.
قال قطب تعدين خام الحديد: "بدأ الناس يعتادون على ذلك، لكن ما اعتادوا عليه أيضاً -سواء بقصد أو بدون قصد- هو أن عصر الوقود الأحفوري قد انتهى".
