أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز باجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الإثنين، باعتباره خطوة نحو تطبيع العلاقات التي توترت في السنوات الأخيرة.
قال "ألبانيز" في بيان أعقب اجتماعاً استمر لمدة 30 دقيقة مع "شي" في بالي على هامش قمة "مجموعة العشرين": "كانت هذه خطوة مهمة أخرى نحو استقرار العلاقات الأسترالية الصينية... سنكون دائماً أفضل حالاً عندما نتحدث مع بعضنا البعض بهدوء وبشكل مباشر... هناك العديد من الخطوات التي يتعيّن اتخاذها".
لا صراعات جوهرية بين البلدين
وفقاً لـ"تلفزيون الصين المركزي" (CCTV) الذي تديره الدولة، قال "شي" إنه كانت هناك صعوبات في العلاقات بين الصين وأستراليا في السنوات الأخيرة، وهو وضع لا يريد أن يراه. وأضاف أنه لا توجد صراعات جوهرية بين البلدين وهناك إمكانات هائلة للتعاون التجاري.
كان هذا أول اجتماع مباشر بين قادة الصين وأستراليا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بعد تدهور العلاقات بسرعة بين بكين وكانبيرا خلال كوفيد-19. وفي أبريل 2020، دفعت دعوة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون لإجراء تحقيق دولي في أصول نشأة كوفيد-19، الصين إلى فرض عقوبات تجارية على عدد من الصادرات الأسترالية، بما في ذلك النبيذ والشعير والفحم.
تصاعد الخلاف ليصل إلى "منظمة التجارة العالمية"، إذ قال "ألبانيز" في وقت سابق إن رفع العقوبات عن أستراليا سيكون شرطاً مسبقاً لأي ترطيب ذي معنى في العلاقات مع الصين.
مع ذلك، حافظ كلا البلدين على علاقة اقتصادية وثيقة على الرغم من التوترات الدبلوماسية طويلة الأمد. تُعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر لأستراليا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بطلب بكين الكبير والمربح على خام الحديد.
استقرار العلاقات مع بكين
بعد اجتماعه مع "شي"، قال "ألبانيز" عندما سأله الصحفيون عدة مرات إن كان هناك أي تقدم محرز بشأن رفع الصين للعقوبات التجارية عن بعض الصادرات الأسترالية، إنه أثار القضية "بوضوح"، لكنه أشار إلى أن المناقشات لم تكن على "المستوى التجاري".
أضاف "ألبانيز": "لقد كانت محادثات إيجابية... طرحنا موقفنا... لم يكن متوقعاً الحصول على إعلانات رسمية مباشرة عقب اجتماع كهذا".
منذ وصولها إلى السلطة في مايو، عملت حكومة "ألبانيز" التابعة لـ"حزب العمال" من يسار الوسط على استقرار العلاقة مع بكين، حيث قال رئيس الوزراء إنهم "سيتعاونون حيثما أمكنهم" بينما لا يزالون يدافعون عن المصالح المحلية لأستراليا. وحافظ رئيس الوزراء الجديد على تحرك سلفه نحو تعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المجموعات الأمنية مثل الحوار الأمني الرباعي "كواد"، و"أوكوس".
ملف اعتقال مواطنين أستراليين
ظل اعتقال عدد من المواطنين الأستراليين في الصين مصدر إزعاج بين البلدين. واعتقلت الصين تشنغ لي، الصحفي الأسترالي المولود في الصين الذي عمل في محطة "سي جي تي إن" الحكومية، واعتقلت أيضاً الكاتب الأسترالي يانغ هينغ جون في عام 2021.
أعلن "ألبانيز" أنه أثار القضايا المتعلقة بيانغ وتشينغ، قائلاً إنه لا يتوقع نتائج فورية.
خلال الأشهر الستة الماضية، التقى وزيرا الخارجية والدفاع الأستراليين مع نظرائهما الصينيين، بينما التقى الزعيم الأسترالي وجهاً لوجه مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته "لي كه تشيانغ" في اجتماع "رابطة دول جنوب شرق آسيا" (آسيان) الذي عقد في بنوم بنه.
بحسب "وكالة أنباء شينخوا" الصينية التي تديرها الدولة، قال "لي" لـ"ألبانيز" إن الصين مستعدة للقاء أستراليا "في منتصف الطريق".