واجه المستشار الألماني، أولاف شولتس، وابلاً من الانتقادات الخميس، عقب تقرير إعلامي اتهمه بالتخطيط للدفع قدماً بمشروع استثمار صيني في مرفأ في هامبورغ، رغم تحفظات من حكومته.
من المقرر أن تحصل شركة "كوسكو" الصينية العملاقة، على حصة بنسبة 35%في مرفأ حاويات في هامبورغ، في إطار اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي، لكن الحكومة الفيدرالية لم توافق عليه بعد.
ألمانيا متهمة بعرقلة مساعي أوروبا لكبح ارتفاع أسعار الغاز
ذكرت هيئتا البث الألمانيتان "إن دي آر" و"دبليو دي آر" الخميس، أن المستشارية تخطط للموافقة على الاتفاق على الرغم من معارضة ست وزارات مختلفة في حكومة شولتس الائتلافية مع الخضر والحزب الديموقراطي الحر الليبرالي.
قال الرئيس المشارك لحزب الخضر، أوميد نوريبور، لبوابة "تي-أونلاين" الإخبارية: "هذا ليس جيداً لاقتصادنا، ولا لأمننا".
كما وصف مايكل كروس، رئيس الحزب الديموقراطي الحر في هامبورغ، المشروع بـ"الخطير"، فيما اعتبر خبير السياسة الخارجية المحافظ، يورغن هارت، أن من شأن ذلك أن يمكّن الصين من الوصول إلى "رؤى داخلية حساسة".
قال هارت لصحيفة "دي فيلت": "هذا بالضبط ما لا ينبغي علينا تقديمه للصينيين على طبق من فضة".
موافقة تلقائية
بحسب تقرير "إن دي آر" و"دبليو دي آر"، ستتم الموافقة على الاتفاق بشكل تلقائي، إذا لم تتدخل الحكومة قبل نهاية أكتوبر، في وقت تسري شائعات بأن شولتس يعتزم زيارة الصين مطلع نوفمبر.
يذكر أن الصين شريك تجاري رئيسي لألمانيا، وخصوصاً في قطاع السيارات. غير أن العلاقات تراجعت في السنوات الماضية جرّاء سياسة الصين "صفر كوفيد"، وتصاعد التوتر بشأن تايوان، والمخاوف إزاء مسائل حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ ذات الغالبية المسلمة.
كانت أصوات عديدة في ألمانيا، من ضمنها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، قد دعت إلى مزيد من الحذر في التجارة مع الصين، منبهة إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا عليه أن يتعلم من انهيار العلاقات مع روسيا.
غير أن شولتس لم ينضم حتى الآن إلى تلك الأصوات، بل شدد خلال قمة لقطاع الأعمال الأسبوع الماضي، أن على ألمانيا أن تواصل العلاقات التجارية مع الصين. وقال: "لا نريد أن نفصل أنفسنا عن بعض الدول، علينا مواصلة التعامل مع دول منفردة، وسأقولها صراحة، أيضا مع الصين".