أكدت وزيرة الخزانة جانيت يلين أمام حضور دولي بواشنطن أن مكافحة التضخم في الولايات المتحدة هي الأولوية القصوى لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في رسالة لن تواسي الدول التي تتألم من الدولار القوي.
قالت يلين، في كلمتها يوم الجمعة: " أُتيحت لي الفرصة للتحدث إلى نظراء من مجموعة واسعة من الدول بشأن الطريقة التي تؤثر بها قوى الاقتصاد الكلي على مستوى العالم على بلادهم، وخلال الأسبوع الجاري أصبحنا مطلعين على نحو أفضل ومنسقين أكثر".
أشارت وزيرة الخزانة إن الاختلافات في طبيعة الصدمات الاقتصادية بين البلدان وبالسياسة النقدية المتبعة للتصدي لها تفسر بصورة كبيرة صعود قيمة الدولار الأميركي. وأكدت أن "أسعار الصرف التي يحددها السوق هي أفضل نظام للدولار، وهذا ما ندعمه".
اعترفت يلين قائلة: "يوجد انعاكسات غير مباشرة على الاقتصادات النامية جراء تشديد السياسة النقدية في الدول المتقدمة التي تتصدى للتضخم"، مما فاقم مشكلات الديون لديها، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نركز بقوة على تقديم المساعدة".
"عمل أكثر"
لم تترك يلين، بصفتها رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي السابقة، أي مجال للشك في أنها تعتقد أن البنك المركزي الأميركي يحتاج إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة لمكافحة التضخم عقب صدرو تقرير آخر محبط حول الأسعار في الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الحالي.
وقالت يلين "نحن مصممون على المهام التي يتوجب علينا فعلها في الوطن"، قبل أن تكرر تقييمها بأنه "يوجد لدينا عمل أكثر يتوجب علينا القيام به للتحكم بارتفاعات الأسعار".
تحدثت يلين مع اقتراب الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي من نهايتها. بحضور كبار المسؤولين الماليين العالميين والبنوك المركزية للعاصمة الأميركية -إلى جانب نظرائهم في مجال التنمية والبنوك- بتوقيت حساس للاقتصاد العالمي.
أزمة الديون
جذب صعود أسعار الفائدة رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة خلال الشهور الأخيرة، مما ساهم في تعزيز قيمة العملة الأميركية. وهذا يجعل من الصعب على الدول الأخرى خوض معاركها لمكافحة التضخم، ويحمل الحكومات، التي تكافح من أجل سداد الديون المقومة بالدولار، أوجاعاً بالغة.
ناشدت وزيرة الخزانة الدول الدائنة -مرة أخرى ذُكر اسم الصين تحديداً– لتقديم مساعدات أكثر للدول المتعثرة.
أوضحت: "يتعين علينا دعم الدول الضعيفة خلال عبورها لتحديات اقتصادية عاجلة، من المفترض أن يفي كافة الدائنين الثنائيين الرسميين الرئيسيين، بما فيهم الصين، بالتزاماتنا الخاصة بمجموعة العشرين لتوفير المساعدة لتخفيف أعباء الديون عن كاهل الدول منخفضة الدخل".
تُعدّ الصين أكبر دائن على مستوى العالم للدول النامية، وقد تعرضت لانتقادات متنامية لعدم مساهمتها في برنامج مجموعة العشرين للإعفاء من الديون، المعروف باسم "الإطار المشترك".
العقوبات على روسيا
نددت يلين مرة أخرى بغزو روسيا لأوكرانيا قائلة إن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة تضعف القدرات العسكرية لموسكو.
أضافت: "أُجبرت روسيا على اللجوء إلى مورّدي الملاذ الأخير على غرار إيران وكوريا الشمالية للحصول على معدات عسكرية منخفضة الجودة".
تأتي التصريحات عقب ساعات قليلة من إصدار مكتب وزارة الخزانة الأميركية المكلف بإدارة العقوبات دليلاً توجيهياً ينص على أن الأشخاص غير الأميركيين الذين يقدّمون سلعاً أو خدمات أو أي دعم آخر للمجمعات الصناعية العسكرية الروسية قد يخضعون لعقوبات.