أقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس وزير الخزانة كواسي كوارتنغ، بعد 38 يوماً من توليه منصبه. وتُعدّ فترة تولي كوارتنغ الأقصر في 200 عام لوزير مالية في بريطانيا ترك منصبه حياً، وفق بيانات بلومبرغ.
أكد كوارتنغ أن ليز ترَس طلبت منه ترك منصبه كوزير للخزانة في المملكة المتحدة. يأتي ذلك بعد أسابيع من ضغوط السوق عليها لشرح كيف ستموّل العجز الناتج عن التخفيضات الضريبية، وفق شخص مطلع.
وتأتي هذه الخطوة الدراماتيكية في الوقت الذي تُعِد فيه رئيسة الوزراء تعديلاً على استراتيجية الحكومة الاقتصادية.
كان هناك صخب متزايد يطالب رئيسة الوزراء بالتراجع عن قراراتها منذ 23 سبتمبر ، عندما أعلن وزير المالية كواسي كوارتنغ عن أكبر مجموعة من التخفيضات الضريبية غير المموّلة في المملكة المتحدة خلال نصف قرن.
فزعت الأسواق، مما أدى إلى انخفاض الجنيه إلى مستوى قياسي مقابل الدولار الأمر الذي أجبر بنك إنجلترا على التدخل الطارئ لدعم سوق السندات. ومن المقرر أن ينتهي ذلك يوم الجمعة، مما يزيد الضغط على الحكومة للتحرك.
قال كوارتنغ في رسالة إلى ترَس نُشرت على تويتر: "لقد طلبت مني الاستقالة من منصب وزير المالية. لقد فعلت".
أضاف: "من المهم الآن ونحن نمضي قُدماً، التأكيد على التزام حكومتك بالانضباط المالي.. تُعدّ الخطة المالية متوسطة الأجل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق هذه الغاية، وأنا أتطلع إلى دعمكم لتحقيق ذلك من المقاعد الخلفية".
رحيل كوارتنغ يمثّل ضربة كبيرة لترَس بعد أقل من ستة أسابيع في المنصب، ويتركها في موقف محفوف بالمخاطر، حيث يتآمر المحافظون ضدها علانية. كان السياسيان قد صوّرا نفسيهما على أنهما على علاقة وثيقة بالاقتصاد، وراهنا بسمعتهما على دفع شامل للنمو عندما أعلن كوارتنغ عن أكبر مجموعة من التخفيضات الضريبية غير المموّلة في نصف قرن وذلك في 23 سبتمبر الماضي.
كتبت رئيسة الوزراء في ردها على كوارتنغ، الذي أرسله مكتبها عبر البريد الإلكتروني: "نحن نتشارك نفس الرؤية لبلدنا ونفس القناعة الراسخة بالسعي لتحقيق النمو".
جرى تعيين جيريمي هانت كوزير للمالية الذي يُنظر إليه على أنه الأيدي الهادئة والرصينة، لطمأنة الأسواق بعد ثلاثة أسابيع انخفض فيها الجنيه إلى مستوى قياسي مقابل الدولار واضطر بنك إنجلترا إلى تدخل طارئ في سوق السندات. تمّ استبدال نائب كوارتنغ، كريس فيلب، بإدوارد أرغار، مع انتقال فيلب إلى مكتب مجلس الوزراء.
ثقب أسود
عكف المسؤولون على صياغة خيارات لرئيسة الوزراء ترَس تتعلق بكيفية تغيير المسار وسد الثقب الأسود البالغ 60 مليار جنيه إسترليني (68 مليار دولار) في المالية العامة للدولة الناتج عن برنامج خفض الضرائب، وفق تقديرات معهد الدراسات المالية.
قالت ترَس بعد ساعات فقط من عزلها كوارتنغ إنها قررت المُضي قُدماً في زيادة ضريبة الشركات، وهي خطوة من شأنها أن تعزز المالية العامة بمقدار 18 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار).
