الصين وروسيا والتضخم أبرز ما تناولته وثيقة الاستراتيجية الدفاعية الأميركية الجديدة

أميركا ترى الصين الدولة الوحيدة القادرة على إعادة تشكيل النظام العالمي

طالب يحمل العلم الوطني الصيني خلال حفل أقيم في مدرسة فوكين الثانوية بمناسبة العيد الوطني في هونغ كونغ ، الصين ، يوم الجمعة ، 1 أكتوبر 2021. - المصدر: بلومبرغ
طالب يحمل العلم الوطني الصيني خلال حفل أقيم في مدرسة فوكين الثانوية بمناسبة العيد الوطني في هونغ كونغ ، الصين ، يوم الجمعة ، 1 أكتوبر 2021. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وصفت إدارة بايدن الصين بأنَّها المنافس الأكبر للولايات المتحدة، في حين أنَّ روسيا ما تزال تشكل خطراً يتعين تقييده، في استراتيجية دفاعية جديدة تصف أيضاً التضخم بأنَّه تهديد للأمن العالمي.

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، الأربعاء، إنَّ الولايات المتحدة في "السنوات الأولى من عقد حاسم يحدد شروط تنافسنا مع جمهورية الصين الشعبية".

"يعزز نفوذ جمهورية الصين الشعبية في الداخل والخارج رؤية غير ليبرالية عبر المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والتكنولوجية في منافسة مع الغرب" بحسب ما قال سوليفان خلال فعالية بجامعة جورج تاون بعد نشر الإدارة الأميركية لاستراتيجية الأمن القومي التي طال انتظارها.

نافذة على تفكير البيت الأبيض

أعاد غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا صياغة الاستراتيجية التي تصدر بموجب تكليف من الكونغرس، وتوفر نافذة على تفكير البيت الأبيض بشأن السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي.

قال سوليفان: "هيمنت هذه الحرب بشكل كبير على صياغة الاستراتيجية، كما ينبغي، لكنَّنا لا نعتقد أنَّها حجبت القضايا الأخرى تماماً".

تصف الوثيقة العامة الجديدة المكوّنة من 48 صفحة الصين وروسيا بأنَّهما "متحالفتان بشكل متزايد" مع بعضهما، لكنَّها تقول إنَّ البلدين يفرضان تحديات مختلفة.

تصف الاستراتيجية الصين بأنَّها الدولة المنافسة الوحيدة للولايات المتحدة "ولديها على حد سواء النية لإعادة تشكيل النظام الدولي وبشكل متزايد القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية وكذلك القدرة التكنولوجية على فعل ذلك".

يوصف تحدي التعامل مع روسيا بأنَّه تحد يتمثل في "تقييد قوة ما تزال شديدة الخطورة".

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، يوم الخميس، عبر مؤتمر صحفي في بكين إنَّه يتعين على الولايات المتحدة والصين إعادة "علاقاتهما إلى مسار التنمية الصحية والمطردة". و"الصين والولايات المتحدة دولتان رئيسيتان... نحن نتحمل مسؤولية السلام والاستقرار والازدهار الاقتصادي في العالم. الصين والولايات المتحدة ستخسران من المواجهة وتستفيدان من التعاون ".

أصدر مسؤولو بايدن استراتيجيتهم بعد مرور أكثر من 600 يوم على تولي الرئيس المنصب، مقارنة بما يزيد قليلاً عن 300 يوم التي استغرقها فريق الرئيس السابق دونالد ترمب. صورت وثيقة ترمب الصين وروسيا على أنَّهما تمثلان تهديدات متساوية.

منافسة وليس صراعاً

ذكرت الاستراتيجية أنَّه بحلول عام 2030، ستحتاج الولايات المتحدة لأول مرة إلى ردع قوتين نوويتين رئيسيتين، في إشارة إلى الدولتين. واستطردت: "لضمان بقاء نظامنا للردع النووي في حالة استجابة للتهديدات التي نواجهها؛ نحدِّث (القوة النووية الأميركية) بالإضافة إلى تعزيز التزامات الردع الموسّعة لحلفائنا".

عندما يتعلق الأمر بالصين، تسعى إدارة بايدن إلى التأكيد على أنَّ الصينيين "يبحثون عن المنافسة وليس الصراع؛ ونحن لا نبحث عن حرب باردة جديدة".

خطر التضخم

تذكر الوثيقة أيضاً التضخم، أكبر عائق سياسي للحزب الديمقراطي، من بين التهديدات للأمن العالمي، قبل أقل من شهر من إجراء انتخابات التجديد النصفي التي ستحدد ما إذا كان حزب بايدن سيحتفظ بالسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

تورد الاستراتيجية التضخم كواحد من القضايا العابرة للحدود إذ "يكافح الناس في جميع أنحاء العالم للتعامل معه"، ويعد الارتفاع الكبير في معدل التضخم بمثابة عبء بالنسبة لمستقبل الديموقراطيين على المدى المتوسط. أصدرت وزارة العمل الأميركية أحدث أرقام التضخم الخميس، وهي آخر بيانات قبل يوم الانتخابات، وسجل التضخم معدل نمو سنوي نسبته 8.2%.

كما أنَّ ارتفاع الأسعار قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي عندما يجتمع في أوائل الشهر المقبل، قبل أيام فقط من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، وأثارت زيادات البنك المركزي لأسعار الفائدة مخاوف من حدوث ركود.

في مقابلة يوم الثلاثاء مع شبكة "سي إن إن"، قال بايدن إنَّ الركود في الولايات المتحدة أمر ممكن، ولكن أي تباطؤ سيكون "طفيفاً جداً" والاقتصاد الأميركي مرن بما يكفي للتغلب على الاضطرابات.

من بين القضايا العابرة للحدود الأخرى المذكورة تغيّر المناخ. قال سوليفان: "إنَّ فرصة التعامل مع التحديات المشتركة مثل تغير المناخ ستضيق بشكل كبير حتى مع تزايد حدة تلك التحديات".

تبقى إحدى القضايا العالقة منذ فترة طويلة دون حل ضمن الاستراتيجية الجديدة، إذ قال سوليفان للمراسلين يوم الأربعاء إنَّ مراجعة الممثل التجاري للولايات المتحدة لتعريفات ترمب بموجب المادة 301 على الواردات من الصين ستستمر "خلال الأشهر المقبلة". وأوضح أنَّ المراجعة "ستسفر عن تقديم نتائج وتوصيات إلى الرئيس بشأن التعامل مستقبلاً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك