توقعات التضخم الأميركي طويل الأجل تتراجع لأدنى مستوياتها منذ منتصف 2021

متسوقون في شوارع الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متسوقون في شوارع الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجعت توقعات التضخم على المدى الطويل في الولايات المتحدة، إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام في أوائل سبتمبر، ما يعطي إشارة مشجعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في محاولته تأكيد وجهة نظره.

يتوقع المستهلكون ارتفاع التضخم السنوي إلى 2.8% خلال الأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة، وهو أدنى مستوى للتوقعات منذ يوليو 2021، وفقاً لمسح أجرته جامعة ميتشيغان. وقد أظهرت البيانات التي صدرت يوم الجمعة، أن المستهلكين يتوقعون ارتفاع التكاليف بنسبة 4.6% خلال العام المقبل، في أدنى مستوى للتوقعات منذ سبتمبر الماضي.

"غولدمان ساكس" يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي في 2023 إلى 1.1%

في وقت ذكرت فيه قلة من المستهلكين أن نقص الإمدادات وأسعار البنزين آخذة في الانخفاض، ما زالت مقاييس التضخم الأخرى متسارعة وعلى نطاق واسع، مثل تكاليف الغذاء والسكن. وحسب البيانات التي صدرت في بداية هذا الأسبوع، فإن أسعار المستهلك ارتفعت بأكثر من المتوقع في أغسطس.

صدمة أسعار الفائدة القادمة ستكون مختلفة ولكن ليست أقل توتراً

حالة من عدم اليقين

قالت جوان هسو، مديرة الاستطلاع الذي أجرته جامعة ميشغان، في بيان: "مع تضارب البيانات بشأن الأسعار، واستمرار ذلك في تأجيج حالة عدم اليقين لدى المستهلكين، من المحتمل أن تظل توقعات التضخم غير مستقرة نسبياً خلال الأشهر المقبلة".

حتى مع انخفاض توقعات التضخم، فإن المستهلكين ليسوا أكثر تفاؤلاً بشأن أوضاعهم المالية. فقد قال نحو 42% من المستهلكين المشاركين في المسح، إن ارتفاع الأسعار يُخفّض مستويات معيشتهم، بانخفاض عن نسبة 49% في مسح يوليو.

يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض الطلب في كل قطاعات الاقتصاد لكبح التضخم، ويتوقع معظم المستهلكين أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى في اجتماعه المقبل. تشير بيانات مبيعات التجزئة إلى أن طلب المستهلكين على السلع ارتفع على نطاق واسع الشهر الماضي، لكنه أظهر علامات على الاعتدال.

مبيعات التجزئة الأميركية ترتفع على نحو غير متوقع في أغسطس

"تُظهر النسخة الأولية لمسح ثقة المستهلك بجامعة ميتشيغان أن توقعات الأسعار ما زالت راسخة جيداً، لكنها مجرد مصدر ارتياح صغير للاحتياطي الفيدرالي، حيث تظل مخاطر الارتفاع مستمرة نظراً لارتفاع معدل التضخم الأساسي. بشكل عام، تشير البيانات إلى زيادة أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، وليس 100 نقطة أساس". - إليزا وينغر، خبيرة اقتصادية

ما تقوله بلومبرغ إيكونوميكس:

أوضحت بيانات جامعة ميتشيغان أن عمليات شراء السلع المعمرة، مثل السيارات والأجهزة، ما زالت قريبة من أدنى مستوياتها على الإطلاق.

مع ذلك، فإن انخفاض أسعار البنزين يعتبر خبراً ساراً للأميركيين. وقد سجل مؤشر الوضع الاقتصادي الحالي ارتفاعاً طفيفاً عند 58.9 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مايو، بينما ارتفع مؤشر الأوضاع المستقبلية إلى 59.9 نقطة في سبتمبر الجاري، وهو أعلى مستوى منذ أبريل. كذلك، ارتفع مؤشر المعنويات الأولي لجامعة ميتشيغان إلى أعلى مستوى له منذ أبريل عند 59.5 نقطة.

سوق عمل قوية

تساعد سوق العمل القوية أيضاً في تعزيز المعنويات، حيث تتميز بقدرتها على خلق فرص عمل قوية وخفض البطالة. انخفضت إعانات البطالة للأسبوع الخامس على التوالي، وفقاً لبيانات وزارة العمل الصادرة يوم الخميس، ما يشير إلى أن الطلب على العمال لا يزال جيداً رغم التوقعات الاقتصادية غير المؤكدة.

قالت روبيلا فاروقي، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في شركة "هاي فريكوينسي إيكونوميكس" (High Frequency Economics)، في مذكرة: "بالنسبة إلى الأسر، فإن الانخفاض المستمر في أسعار البنزين وسوق العمل القوية، أمران إيجابيان، لكن الأسعار المرتفعة وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي لكبح الطلب، ستشكل رياحاً معاكسة للمستهلكين والمعنويات في المستقبل".

كذلك، تتجه توقعات التضخم، كما تم قياسها بواسطة الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ومسح "بلومبرغ" للاقتصاديين، نحو الانخفاض. هذه الأرقام، إلى جانب مسح جامعة ميتشيغان، قد تمنح الاحتياطي الفيدرالي بعض الراحة، لأن مثل هذه الآراء قد تصبح نبوءة تتحقق ذاتياً.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك