تسارع معدل التضخم في الولايات المتحدة في أغسطس متجاوزاً التوقعات، ما يرجح أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع سعر الفائدة هذا الشهر بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي.
أظهرت بيانات وزارة العمل يوم الثلاثاء أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.1% عن يوليو. مقارنة بالعام السابق، ارتفع المؤشر بنسبة 8.3%. وباستبعاد مكونات الغذاء والطاقة الأكثر تقلباً، يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 0.6% عن يوليو و 6.3% عن العام الماضي.
وصفت المحللة المالية في قناة "الشرق"، بيتي نادر، هذه البيانات بأنها "أمر مخيب لآمال الأسواق التي كانت ترتفع متوقعة أن يكون التضخم قد بلغ ذروته. من دواعي القلق الشديد ارتفاع معدل التضخم الأساسي إلى 6.3% على أساس سنوي من 5.9% في يوليو".
محاولات "الفيدرالي" لكبح جماح التضخم مستمرة بزيادة كبيرة متوقعة لسعر الفائدة
تضيف نادر: "الأسعار آخذة في الارتفاع وأصبحت منتشرة على نطاق واسع، وعلى الرغم من انخفاض أسعار الطاقة بنسبة 5% في أغسطس، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لخفض التضخم كما كما كانت الأسواق تأمل"، مشيرة إلى أن رفع سعر الفائدة 0.75% هذا الشهر بات مرجحاً.
أداء الأسواق
تلقت الأسواق الأميركية بيانات التضخم بتراجع طال الأسهم على الفور، حيث هبطت العقود المستقبلية لمؤشر "داوجونز" 1.28% إلى 32082 نقطة، وخسر كل من "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100" 1.7% و2.3% على التوالي.
كما بددت العملات المشفرة المكاسب السابقة التي حققتها مطلع الأسبوع، لتخسر "بتكوين" 4.5% وتتراجع إلى 21417 دولار، فيما زادت "إيثريوم" خسائرها إلى 5.6% إلى 1630 دولار.
النفط أيضاً تراجع قليلاً، حيث فقد خام برنت 0.36% ليُتداول عند 93.55 دولار لبرميل تسليم نوفمبر؛ فيما تراجع الخام الخفيف الأميركي تسليم أكتوبر بنسبة 0.5% إلى 87.35 دولار للبرميل.
التحرك المرجّح
جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، قال خلال الأسبوع الماضي إن البنك المركزي سيتصرف "فوراً" لتحقيق استقرار الأسعار. كما أعرب بعض صانعي السياسة النقدية عن دعمهم لرفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى. قال المسؤولون إن قرارهم الأسبوع المقبل سيعتمد على "مجمل" البيانات الاقتصادية المتوفرة لديهم، والتي توضح أيضاً قوة سوق العمل وضعف الإنفاق الاستهلاكي.